|
الثلاثاء 4 ديسمبر - 15:38 | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||
رواية ويلات الحرب كاملة (الفصل الأول) قبل عشر سنوات من الآن ،أي عندما كانوا في عام ٢٠٠٨ كانت الأوضاع في سوريا جميلة جدا،حيث كان هناك الأمن، والأمان، والاستقرار، والراحة،وحيث كان السوريون ينعمون بشتى أصناف النعيم ،الذي لا يعد ولا يحصى،ومن بين هؤلاء المنعمين،(رامي سعيد) حيث أنه كان الابن الوحيد والأصغر في العائلة،من بعد أخواته الخمس،وكان أبوه تاجرا كبيرا ومعروفا في جميع أنحاء سوريا،وعندما كبر رامي وبلغ سن العشرين عاما،كان قد تعلم من أبيه التجارة بكل براعة وأصبح غنيا مثل والده،في وقت كان قد أنهى فيه التعليم في المرحلة الثانوية،وقرر أن لا يدرس الجامعة ويكتفي بالشهادة الثانوية فقط،ويكتسح عالم التجارة ،وعندما انتقلوا هو وأهله للعيش في(حلب الشهباء) قرر رامي أن يبدأ مشروعا خاصا،ويبدأ في فتح مصنعا لصنع مناديل الورق،وكان يدعو الله ليلا ونهارا بأن يوفقه في هذا المشروع،وأن يكسبه الكثير والكثير من المال،وكان يكثر من الاستغفار ليلا ونهارا،وفعلا لم يلبث ثلاثة أشهر منذ أن بدأ بمشروعه،حتى وجد الربح الوفير،والأموال تنهال عليه مطرا غزيرا،حتى أنه أصبح يضرب به المثل في الثراء بأنحاء سوريا، ومن بعدها فكر رامي في أن يتزوج ويستقر،وفعلا تزوج من ابنة أحد الأثرياء،والتي لم يكن همها سوى المال وبما أن رامي ثري وافقت على الزواج منه،ورزق منها بتوأمين(أنور ومنير). كانت حياة رامي وأسرته تسير على خير مايرام،وكانت السعادة تملأ جل أوقاتهم،إلى أن غدرت بهم الحرب وأشعلت المعاناة في حياتهم،ففي عام 2010،وبينما رامي يخرج من بيته إلى عمله،يفاجأ بالصواريخ تأتي من كل حدب وصوب،ومالبث إلا أن جعله الخوف يغير مساره ويعود إلى بيته،وبينما هو يركض يرى كل شيء من حوله يدمر،ولحسن الحظ وصل إلى البيت سالما،ولكن!لا زال القلق يرقص في قلبه وعقله هل المصنع وكل المشاريع التي نماها ورعاها،لا تزال بخير؟! أم دمرتها الصواريخ وجعلت كل مابناه هباء منثورا. لم يتمالك نفسه وقرر أن يخرج من المنزل ،بالرغم من توالي القصف على المدينة،ولكنه كان شجاعا لم ولن يرعبه توالي القصف،وصل إلى وجهته المنشدوة،ولكن للأسف تفاجأ بأن مصنعه قد دمر ولم يبق منه شيء، وكذلك ذهب لتفقد باقي المشاريع فوجدها قد دمرت تماما،أي أن كل ثروته ذهبت في مهب الريح،وضاع منه كل ماتمنى أن يحققه في يوم من الأيام،بعدها تمالك رامي نفسه ولم يستسلم لليأس،وعلم حينها أن فقدانه لثروته ليس بشيء مهم بقدر أهمية بقاء أهله وأحبابه على قيد الحياة،وفي طريق العودة،والحزن والرضا يتقلبان بداخله،اعترض صاروخا طريقا،وعندما حاول رامي تجنب الصاروخ ،تقلبت سيارته وانفجرت وهو لا يزال فيها، وألقت بجسده خارجا وكان الناس من حوله يفرون أصلا من القصف،إلى أن جاء بعض الشباب الطيبين والشجعان،وقاموا بنقله فورا إلى المستشفى،زاره الجميع في المشفى،زارته أمه (بتول) وأبوه (سعيد)،وطفلاه التوأمان (أنور ومنير)،إلا أن زوجته (هويدا) لم تحضر وكذا أخواته في مدن أخرى،أتوه والشوق والحنين فيهم وإليه يغمرهم،وعندما زاروه في المستشفى أخبرهم الطبيب بأنه بخير ولم يصب بأي أذى،والآن يمكنهم الدخول عليه والحديث معه،فرح كثيرا عندما رآهم وشعر بأن آلامه قد زالت بمجرد لقياهم،ولكن عندما لمح بأن زوجته هويدا غير حاضرة،أصابه الحزن والألم الكبيرين،لطالما كان يتمنى أن تحتويه هويدا بالعطف والحنان،وتكون ربة منزل مثالية كما أم مثالية،ولكن في كل وقت وآخر كان تهمله وتهمل ابنيه التوأم،و تهمل بيتها،والشيء الوحيد الذي كانت تهتم به هو كثرة النوم،والبكاء،والتذمر،والشكوى. مضت أيام على وجوده في المستشفى،ولم تسأل عنه هويدا،وكانت والدته بتول هي من ترعاه وتقوم بعمل كل شيء وأي شيء له،حتى أنها كانت تبيت معه،إلى أن تماثل للشفاء وخرج وهو في أحسن حال،وعند عودته عند باب المنزل،كان استقبال هويدا له لا يسر صاحب ولا عدو،بحيث كان استقبالها له بارد جدا،و كأنها تقول له:"ليتك مت مكانك ولم تعد". تأثر رامي كثيرا،وأمرها بأن لا تدخل غرفته،وبأن تتركه لوحده،لأنه لا يحتاج إلى أي شيء منها،فقط سيعتمد على نفسه في تدبير أموره كلها،وعندما ظل في غرفته لوحده أخذ يفكر كيف سيبدأ في شق طريقه من جديد؟. (الفصل الثاني) فكر وفكر رامي كثيرا،كيف يبدأ في شق طريقه لوحده،وأول قرار كان قد اتخذه،هو أن يأخذ التوأمين من أمهما،ويشرف على تربيتهما بنفسه بعيدا عنها،وقبل هذا يطلقها لأنه يرى راحته وراحتهما في البعد عنها فذهب فورا وقرر هذه المرة بأن يواجهها بقرار حاسم وقطعي،ماإن تكلم حتى تحول النقاش إلى شعلة من الجدال،وارتفاع الأصوات،وسب وشتم متبادل،وكلا يلقي بالملامة على الآخر،حتى قررت زوجته أخذ الولدين وهي تقول:"بيننا المحكمة،إذا كنت تريدهما حقا". لكنه لم يسمح لها بالخروج وهما معها،وفي نفس الوقت منعته رجولته بأن يقوم بلمسها،فحينها قرر أن يجعل أهله وأهلها يتدخلا فيما بينهما،ولكن دونما أي فائدة تذكر،حتى وصل بهم الحد بأن يدب الخلاف بين جميع الطرفين،وحينها كان القرار حاسما،حيث طلقها رامي ثلاث طلقات،ووجه الأمر الذي بينهما إلى المحكمة من سيأخذ الولدين ويعتني بهما،وبينما كل هذه الأحداث تدور،كانت هويدا في بيت أهلها،وتفاجأت بطرقات متتالية على بابهم،وصوت صراخ عالي ينادي!: أخرجي لي يا هويدا!،أعيدي لي كل أموالي التي أخذتيها،فلك أكثر من سنة تأخذين في كل مرة مني أموالي ولا تعيديها لي ،لقد طفح الكيل،تأخذين من غيري وتعيديها لهم إلا أنا ،لماذا هل لأني طيبة؟. إن ظننت هذا فأنت مخطئة. خرجت لها هويدا وبدأت بالشجار معها،واحتد الشجار بينهما حتى وصل إلى عراك بالأيدي،ففقأت هويدا إحدى عيني المرإة،ولم تلبث إلا أن بدأت بالصراخ وهي تقول:لقد فقأت عيني هذه المرأة المجنونة،والتف الناس من حولهما يتفرجون،فطار الغضب عن هويدا بعيدا كالدخان،وشعرت حينها بالخوف الشديد،وعلمت حينها بأن السجن أقرب لها من حبل الوريد،فالتهم الموجهة لها الآن ستحيط بها،إحداها الدين الذي لم تسدده بعد،والآخر اعتداءها على تلك المرأة التي استادنت منها،وبكل تأكيد ستخسر قضيتها أمام زوجها وتحرم من حضانة ابنيها،وفعلا هذا ماحدث،حيث عوقبت بالسجن لمدة ثماني سنوات،بعد عدة محاولات مع تلك المرأة لكي تتنازل ولكنها رفضت أي تنازل،ومن هذا المنطلق بدأت الفرصة تفتح أبوابها في وجه رامي،و بما أنها أمهم قد سجنت،فسيتولى تربيتهم أبوهما. بدأ رامي حزم حقائبه وحقائب ابنيه،للتوجه فورا إلى دمشق ،حيث هناك يوجد الاستقرار نوعا ما ،ولا تشهد المدينة القصف المميت كباقي المدن الأخرى،وفكر في بدء عمل مشروع له ،ولكن قبل بدء المشروع،والبدء من نقطة الصفر،عليه أن يبدأ في جمع رأس المال،وقبل كل ذلك وذاك،عليه أن يجد مكان ييبات فيه هو وابنيه لحين أن يجيء وقت العمل،فاتصل بصديقه (منذر) الذي رحب به أيما ترحيب،واستقبله استقبالا حارا فهم أصدقاء الدراسة وقد تفرقا بعد أن أنهيا دراستهما الثانوية،وكانت الصداقة من القلب تلك الخالية من الكذب والنفاق،وطول الفراق ومضي السنين لم تغير معنى الصداقة الجميلة فيهم،تم اللقاء والعناق بحرارة واصطحب منذر رامي إلى منزله،وأكرمه بأحسن الكرم وجلسا وتسامرا كثيرا،واسترجعا ذكريات الأيام الخوالي،وما طرأت عليهم من أحداث في حياتهم، وما أن أنهيا حديثهما حتى ناما ليريا ماذا سوف يفعلان في الصباح الباكر. أشرقت شمس صباح اليوم التالي،ومع تغاريد العصافير استيقظا،ومن بعد وجبة الإفطار،طلب منذر من رامي أن يوافق على اصطحابهم في جولة حول دمشق،مع ابنيه بسيارته،تردد رامي قليلا ولكنه وافق في النهاية وفي الطريق،تناقشا في موضوع العمل،فاقترح منذر على رامي أن يعمل بائعا للذرة والبطاطا المقلية وغيرها في الطرقات بعربة صغيرة يعمل عليها،تعجب رامي من هذا الاقتراح ولم يعجبه،ولكنه تأمل كثيرا في الموضوع ووجده مناسبا له،خصوصا أنه أتى مع ولديه خاوي اليدين،وأن يستغل هذه الفرصة إلى أن يأتي وقت يغير هذا العمل لعمل أفضل منه،وقال لمنذر بأنه موافق فرح منذر كثيرا وقرر أن يجهز له العربة الصغيرة على حسابه شخصيا،وفعلا لم يتأخر منذر ونفذ وعده،وبدأ رامي العمل بها،مرت الأيام وهو يعمل بها،ففتح الله عليه باب الرزق،فأصبح يكسب الكثير والكثير من المال،وفي يوم ما فكر في أن يؤجر شقة صغيرة ليسكن فيها هو وابناه،خصوصا أنه بدأ يحقق أرباحا مدهشة من عمله البسيط هذا،وفي نفس الوقت شعر بالخجل من منذر،كيف يخبره بأنه سيتركه ليعيش في شقة أخرى مع ابنيه؟ولكنه استجمع شجاعته وقرر الذهاب إليه ليخبره،وعندما اقترب من باب غرفته ليطرق الباب،سمع منذر يتحدث في الهاتف ويقول:إن هذه معلومات دولية خطيرة،وإن حدث ما تقول فعلا فإن الأمر سيقود بلادنا إلى كارثة حقيقية فعلا،وستقتل الحرب الملايين،ولن ترحم أحدا أبدا،وإذا انجرفت أكثر خلف النزاعات فإنها ستؤدي إلى حرب عالمية مخيفة. شعر رامي بالفزع،وانسحب من عند الباب وعاد إلى غرفته بكل هدوء،وأخذ يسأل نفسه منذ متى ومنذر يتحدث في مثل هذه الأمور؟ فلم يستغرب من طبيعة الحديث،فكل شخص قادر على أن يتكلم بمثل هذا الكلام،ولكن مما أثار دهشته واستغرابه بأنه منذ متى ومنذر يتحدث في مثل هذه الأمور؟. فهو شخص كل أحاديثه عادية جدا،وأول مرة اسمعه يقتحم مواضيع سياسية،لا ويتحدث وكأن له يد في كل ماحدث وما سيحدث،وبينما هو كذلك أتاه منذر وطرق الباب،وفتح له رامي الباب وحاول أن يبدو طبيعيا وكأن شيئا لم يكن،وفي نفس فضل أن يبقى مع منذر في منزله حتى يعرف الحقيقة أكثر،جاء منذر وعرض عليه أن يخرجوا معا للتنزه،فوافق رامي فورا وفعلا لبسوا أحسن الثياب،وركبوا السيارة وغادروا المنزل،وعندما أرخى الليل سدوله ،وعم الهدوء في كل الرحاب،عادوا إلى المنزل،ليجدوه مقلوبا رأسا على عقب،والفوضى تعم المكان،تجهم وجه منذر،وتغير لون وجهه،وكأنه الشفق الأحمر أتى من بعد الغروب والسرور،ركض مسرعا قاصدا غرفته ليتفاجأ بأن الخزانة التي كانت خلف الدولاب الكبير مكسورة،وأنه قد تم إزاحة ذاك الدولاب العملاق،وكسر الخزانة ،و أخذ كل مافيها،سقط منذر على الأرض وأمسك رأسه ناداه رامي:منذر،منذر! اشرح لي مايحدث هنا؟ فأنا أشعر بأن هناك مصيبة قد حدثت. تمتم منذر وهو يقول:الورقة ! الور!!!... فلم يكمل الكلمة حتى أمسك بقلبه وسقط مغشيا عليه. وعندما حمله رامي إلى المشفى بسرعة كبيرة،أخذوه فورا إلى العناية المركزة التي ظل فيها لساعات طويلة وما إن أفاق واسترد عافيته قليلا،دخل عليه رامي يسأله:هل أنت بخير ياصديقي العزيز. بكى منذر فورا وقال: رامي أرجوك ساعدني! لقد تمت سرقة أوراق خطيرة جدا تخص بلادنا،وقد وقعت في يد العدو،فما لا تعرفه عني ياصديقي أنني كنت مخبرا،ولدي أسرار كبيرة تخص الصهاينةوالغرب ودوافعهم الحقيقية وراء الحرب في سوريا،والآن اختفت تلك الأوراق لا أعرف كيف أتصرف،وبينما هو كذلك يتحدث مع رامي،لم يكمل كل مايريد قوله حتى تأتي المفاجأة وهي رصاصاتان،إحداهما في الرأس والأخرى في جهة القلب،وبكل تأكيد مات منظر،ورامي من شدة الخوف اختبأ تحت السرير،وفي نفس الوقت عيناه تذرفان الدموع على موت صديقه،والخوف قد ملأ أرجاء قلبه،فهو لا يصدق كل ما حدث أمام ناظريه. (الفصل الثالث). عاد رامي إلى المنزل وفي عقله يدور ألف سؤال وسؤال،فتح باب الغرفة ووجد ابنيه نائمين،فوجد بأنها الفرصة السانحة ليعتزل بنفسه،عسى ولعل يستوعب كل ماحدث لم حدث؟ وما السبب؟ وما تلك الأوراق التي أخبره عنها منذر وقتل بسببها؟ الليل طويل،والهدوء يحوم حول رامي،وبعد أن استراح قرر التالي،وقد كان القرار خطيرا جدا،وهو بأنه سيقوم بالبحث عن تلك الأوراق بنفسه،لربما يضع حدا لكل هذه الحروب وكل مايحدث،ولكنه تعب كثيرا في التفكير كيف سيبدأ ومن أين؟ فكر وفكر كثيرا،حتى يستطيع الوصول إلى تلك الأوراق،ومعرفة الحقائق الكاملة يجب عليه العمل في المخابرات،وعليه أن يجعل عمله كبائع للذرة في الشوارع،غطاء يحميه من المخاطر والشكوك في وظيفته المستقبلية القادمة وهي أن يكون مخبرا سوريا،فعلا في اليوم التالي نهض ليصلي الفجر ودعا الله من قلبه أن يحميه ويحمي ابنيه،لأنها وظيفة خطرة من الممكن أن تعرضه وابنيه وجميع أهله للخطر،ذهب إليهم وبصعوبة استطاع الوصول وفي النهاية قرروا جعله بأن يعمل معهم،ولكن بشرط أن يخضع للتدريب المكثف،وأن يحافظ على أسرار الدولة،ولا يتجرأ بأن يفصح عن أي سر من أسرارها ،فإذا تم الإفصاح عن أي سر من أسرارها فبكل تأكيد الموت المحتم له ولابنيه،ومنذ ذلك الوقت تغير كل شيء في حياة رامي،وانقلبت حياته رأسا على عقب وتبدل كتاب حياته القديم،بكتاب حياته الجديد،وأصبح يهتم بصحته أكثر،ويمارس التمارين الرياضية صباح كل يوم،وفي الأوقات العادية يذهب إلى عمله العادي إلا إنه يمارسه في ساعات قليلة جدا،بعدها يعود للتدريب لدى المخابرات،وبما أن الوقت لديه ضيق ولن يستطيع الزواج بسبب العمل والضغوطات،أحضر مربية لابنيه لتعتني بهما،وبما أنه يحب العمل بشكل انفرادي،طلب مكتبا خاصا به بعيدا عن الجميع،وكان في بادئ الأمر لم يتعرف على أحد جيدا،ولم يتمكن من تكوين الصداقات،بسبب مالاحظه على أكثرهم من خبث ،فلا يستطيع أبدا ائتمان أي أحد على أي سر وإن كان هذا السر صغير،ولكن مع مرور الوقت تعرف على صديق رائع جدا اسمه ( راجح)،في بادئ الأمر لم يرتح له ولكن مع مرور الوقت،رأى مدى صدقه ووفائه،وشهامته في الكثير والكثير من المواقف،وما إن مرت الشهور حتى ازدادت صداقتهم قوة،وازدانت بالصفاء والنقاء ولكن هذا الصديق الذي يدعى (راجح)،بالرغم من كل هذه الصداقة وقوتها ومتانتها كان يخفي سرا خطيرا شعر به رامي،لكن ماهو لم يستطع معرفته؟. وفي عام 2011م بدأت الحرب حقا تشتد أمام الملأ وبدأ الجميع يعانون،وبدأ ناقوس الخطر الحقيقي يدق،وحتى حدثت تلك النكبة التي هزت العالم وهي استخدام الكيماوي،الذي قتل الأبرياء من النساء ،والرجال،والأطفال،ومنها وصف رئيس سوريا بشار بأبشع الصفات،ومنها تجلت وحشيته أكثر فأكثر ليتعجب العالم مما أصاب هذا الرئيس الذي كانت سوريا في أول أيام حكمه تعيش في نعيم كبير ،والآن ماذا حدث؟ ماهي إلا نيران فتنة لا تريد أن تنطفئ،وبينما تشغل هذه القضية الرأي العام،كان رامي وراجح يتتاقشان حولها في مكان عملهما،وتوقفا لوهلة عن النقاش،وطلب راجح من رامي الذهاب إلى مكتبه ليجلب له القلم،و بينما رامي يبحث في أدراج المكتب عن القلم،يتفاجأ بوجود أوراق سوداء اللون،مكتوب على وجه الصفحة الأولى منها،القائمة السوداء،تصفح الأوراق على عجل فوجدها تحتوي على أسماء أشخاص تسببوا في حادثة الكيماوي المؤسفة،وكذلك تاريخ أسود لكل شخص منهم،وقتها علم بأن الله قد وهبه صديق ذكي،ومخلص،ومحب للخير،يستطيع أن يخدم هؤلاء الأبرياء بفعله للخير والإيقاع بهؤلاء الخبثاء الذين عاثوا في سوريا فسادا.في عام 2016 اشتدت أطراف النزاع،واشتدت المعارك هناك في حلب داعش ( الدولة الإسلامية)،والنظام السوري،وروسيا،و إيران،والمعارضة،والجيش الحر ووإلخ... فأمطرت إحدى هذه الدول،بوابل من القصف المميت تسبب بدماء مرسومة في كل مكان هنا وهناك،وعندما أصبح العالم على هذه الفاجعة المؤلمة،ثارت ثائرة كل من كان له قلب وضمير، كيف يحدث ذلك كله في سوريا،فضج العالم بعبارات وشعارات منها "كلنا حلب" تلك حلب الشهباء،التي كتب كل الشعراء والكتاب لأجلها،وقاتل الجنود بكل شراسة لأجل دمائها التي أريقت،ولم توجد عين من أعين الناس خلت من ذرف الدموع لأجلها ولأجل ماحدث فيها،وكان مما خطه القدر،أن تموت عائلة راجح هناك،مما تسبب له الأمر بصدمة قوية،جعلته يقع من فوره،ليفيق من غيبوبته ويرى نفسه مشلولا،فيزداد ألما على ألمه،حزن رامي كثيرا لما علم بما حدث لصديقه المقرب،وأصبح كل يوم يزوره ،ليطمئن على أحواله،فزادت حبال المودة رباطا وقوة،حتى قرر راجح في يوم من الأيام بأن يبوح بسر خطير لصديقه رامي،أخبره بأنه يملك أوراق تحمل أسرارا كثيرة،فيها القائمة السوداء لبعض الخونة،ومخططات لتدمير الشرق الأوسط بالكامل،وأشياء أخرى كثيرة،كانت تلك الأوراق موجودة لدى منذر،ومنذر كان صديقه المقرب،إلا أنهما اختلفا كثيرا بسببها كل شخص يخاف من تلك الأوراق ومن عاقبة الأمور التي ستؤول إليها،وفوق هذا هي الطريق والوسيلة لمعرفة كل الخطط التي تحدث في البلاد ليصل الشخص إلى السلطة ويتمكن من كل شيء ولا يستطيع أي شخص تدميره والخلاص منه،فاعترف راجح بأنه هو من اقتحم منزل من كان صديقه في يوم من الأيام وقلب المنزل رأسا على عقب،وكسر الخزانة ليجده أخيرا فيها. قال رامي:في يوم ما بينما أنا كنت أبحث في مكتبك عن القلم ،وجدت قائمة مكتوب عليها القائمة السوداء فدفعني الفضول للبحث فيها بشكل سريع،فهل هي من ضمن الأوراق السرية. قال راجح:نعم! ولكن هي نسخة تحتوي على القليل جدا من المعلومات المهمة،ولكن كل الأوراق المهمة كانت لدى منذر وأنا سرقتها منه،والآن أطلب منك أن تذهب إلى بيتي وتدخل غرفتي،وتحت سريري على الرخام ستجد مربعا من الرخام غير مثبت بشكل جيد،أريد منك بأن تحركه مكانه وتحفر وتحفر وتحفر حتى تصل إلى الأوراق خذها عندك فهي أمانة ،فأنا مشلول الآن ولم أعد قادرا على فعل شيء،وليس عندي أحد غيرك أعطيه كل ثقتي. (الفصل الرابع) وصل رامي سريعا إلى منزل راجح،ودخل غرفته وحفر تحت الرخام و في كل مرة كان يلتفت يمنة ويسرى خوفا من أن يكون تحت المراقبة ،وظل يحفر حتى عثر على الأوراق،داخل صندوق من حديد ،كانت الأوراق كثيرة جدا،موزعة في ملفات سوداء اللون،و على وجه كل ملف هناك عنوان عام لما تحتويه الأوراق أسماء لأهم الشخصيات البارزة والفاسدة في الحكومة والبرلمان،وملف آخر مكتوب عليه مخطط كل بلد ومطامعها الحقيقية،وملف آخر يحتوي على أهم الخطط لدحر الفساد،وآخر عن أهم أسلحة الدمار الشامل الموجودة والتي تصنع خفية،وملف آخر يحتوي على خطة لبناء وتأسيس دولة عادلة تحوي الفقراء، والضعفاء ،وعامة الناس الأبرياء،عندما قرأها رامي شعر بأن ريح هبت على قلبه فحركت كل شيء فيه،شعر بقيمة تلك الأوراق التي بين يديه،وأن مافيها وصل إلى عقله لأنه أهل ليحقق ماكتب بين سطورها وأنه هو وغيره من الناس قد اكتفوا من ظلم وعذاب دام أكثر من قرن ونصف القرن،لم ترتاح خلاله الأمة وفي كل سنة جديدة تزداد الأزمات شدة،وفي 2018 حاليا ياترى ماذا يخبؤه القدر لرامي وغيره؟. أول ماخطر على باله هو تأسيس حزب جديد لا ينتمي إلا للعدل بالفعل قبل القول،فكان هذا هو المسمى (العدل بالفعل قبل القول). في 14 من شهر يونيو كانت الأوضاع في سوريا قد بدأت تهدأ قليلا،وقد سيطر النظام على 60% من مساحة سوريا، قرر رامي السفر لروسيا لتلقي بعض التدريبات هناك،وبعد أخذ الإذن من مسؤولي المخابرات فلم يكونوا حتى هم يعلمون بشيء عن نواياه الطيبة عندما سافر ووصل إلى موسكو ،والتحق بالتدريبات هناك،كان أول ماتعلمه هو القنص،فقد مكث في تعلم القنص أربعة أشهر ،حتى أصبح قناصا ماهرا،وبعدها تابع التدريب ليتعلم بعضا من الفنون القتالية التي مكث في تعلمها أكثر من سنة،خلال تلك الفترة تعرف على صديق آخر يدعى (سامح)،فعندما وصلت صداقتهما لذروتها،شعر رامي بأنه قد وجد خلال سفره هذا توأم روحه،وشبيهه العقلي بتفكيره وكل شيء،حتى قرر رامي ما إن يتأكد بأن سامح يستحق الثقة حتى يكشف له عن أسراره وطموحاته التي ينوي تحقيقها،ولم يسبق له أن كشفها لأي شخص من قبل، فعلا ما إن مضت سنة،حتى كانت ثقة رامي بسامح تزداد وتزداد،ولم يجده إلا سوى ذاك الصديق الذي لا يمكن التخلي عنه،وفعلا في ليلة مطيرة،تشع بالهدوء والراحة،وبينما هما يشربان الشاي في جو لطيف،قرر رامي أن يخبر سامح بذاك السر الدفين،وحينها تهلل وجه سامح بالسرور،ومد يده مصافحا رامي،و من دون أي تردد أخبره بأنه سيكون معه،ووعده بأنه لن يتركه ولن يتخلى عنه أبدا إلى الممات،وفورا بدآ تحركهما ،وبدأت الحركة سرا،حيث بدأ سامح بأصدقائه المقربين ،وأخبرهم بأنهم يريدون تكوين حزب سري بالخفاء،يقوم على مقاومة الفساد،ودحر الظلم والعدوان من كل مكان وفي أي زمان،فتمكن من جمع عشرة من الأصدقاء،عرفوا بوفائهم وصدقهم،واختاروا المخبأ السري لهم تحت في القبو بمنزل سامح كانوا يجتمعون فيه مرتين من كل أسبوع،من بعد الساعة الواحدة في منتصف الليل،وهناك يدرسون مخططاتهم المستقبلية،وكل أهدافهم التي يودون تحقيقها. مضت سنتان حتى كبر هذا الحزب،وأصبح ذا تأثير قوي يجذب الجميع إليه،بسبب حسن تعامل قاداته،ونشره للخير بالفعل لا بالأقوال،وخلالها كانوا قد بنوا العديد من المساجد النظيفة،والمشافي التي تحتوي على كل معدات وتجهيزات علاج المريض،وكذلك العديد من المدارس،لأن هذا الحزب انضم إليه الكثير من الأغنياء،والمثقفين،وخريجي الجامعات،والعباقرة الذين لم يحتضنهم المجتمع،ولم يعترف ببراعتهم،و لم يحاول الاستفادة منهم ولكن احتضنهم هذا الحزب والذي جعلوه في القمة،بعد كل هذا النجاح ظهر العديد من الأعداء من الأحزاب الأخرى،التي قتلت رامي في النهاية وانهت حياته،ولكن هذا الحزب الخير لا زال مستمرا. | | مواضيع ذات صلة بـ هذا الموضوع
تذكر قوله تعالى :َ ما يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
« الموضوع السابق | الموضوع التالي » |
|
أعلانات نصية | |
أعلانات المنتدى | |
مركز رفع الصور لمنتديات مسرووور | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |