هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم
هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم
|
الأحد 26 سبتمبر - 8:44 | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
لاتعالج جرحك بقطع يدك لا تعالج جرحك بقطع يدك * قال عبدالله بن طاهر ( ذو الرياستين ): - كنت عند المأمون يوماً فنادى بالخادم: يا غلام , فلم يجيبه أحد , ثم نادى ثانياً وصاح: يا غلام , فدخل غلام تركي وهو يقول: أما ينبغي للغلام أن يأكل ويشرب ؟ كلما خرجنا من عندك تصيح يا غلام يا غلام , إلى كم يا غلام ؟ فنكس المأمون رأسه طويلاً فما شككت أنه يأمرني بقطع عنقه , ثم نظر إلي وقال: يا عبد الله , إن الرجل إذا حسنت أخلاقه ساءت أخلاق خدمه , وإنا لا نستطيع أن نسيء أخلاقنا لتحسن أخلاق خدمنا. - فليس على الإنسان أن تسوء أخلاقه إذا ساءت أخلاق الآخرين , بحجة أن ذلك سيصلحهم , فيكون كالذي عالج وخز إصبعه بقطع يده. وإنما يكون حال الإنسان حال المصلح الذي تهمه سلامته أولاً وسلامة الناس وصلاحهم ثانياً .. وليس في ذلك ذاتية كما يظن البعض , لأن صلاح النفس مطلب أساسي لصلاح الغير , كما أن النجاة بالنفس من سوء الأخلاق أهم من إصلاح الآخرين , ثم بعد ذلك يبذل جهده في إصلاح غيره. * * * *لما قدم حاتم الأصم على الإمام أحمد , قال له الإمام: اخبرني كيف السلامة من الناس ؟ - فقال حاتم: بثلاثة أشياء , تعطيهم من مالك ولا تأخذ من مالهم , وتقضي حقوقهم ولا تطالبهم بحقوقك , وتصبر على أذاهم ولا تؤذيهم. - والذي لاشك فيه في هذا المقام أن الصبر على أذى الناس أمر لا طاقة للكثير منا به , ولكنه علامة عقل وحكمة وحزم , وهو رأس الإيمان , وعماد الأدب , وفوق ذلك قاعدة الأساس في بناء ذوقيات النفوس المهذبة , وسلوك الأرواح الطاهر .. - مؤيده قول الله تعالى: ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) سورة الفرقان اية63. - وهذا رسول الله يؤذى من الأعراب , فأحدهم يجذبه من ثوبه حتى يؤذي عاتقه , والآخر ينهره ويقول له: أعطني فليس المال مال أبيك , وأحد أحبار اليهود يسبه ويقول له: إنكم لمطل يا بني عبد المطلب ، فينهره عمر ويحمل عليه يريد قتله , فينهاه رسول الله عن ذلك ويقول له: كنت أنا وهو أولى بغير هذا منك يا عمر. ويؤذى من سفهاء قومه , ومن سفهاء أحياء العرب , فيصر عليهم أذاهم, ويعطيهم ويكرمهم ولا يمنعهم , ويحلم عليهم ولا يجهل , فاجتمعت له القلوب واتفقت على حبه الأفئدة وفتحت عليه الدنيا , وآمن الناس واهتدت العرب , وانتشرت الرسالة وتمت الأمانة , قال تعالى: ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك ) سورة آل عمران أيه 156. * * * * خرج زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما مرة إلى المسجد فسبه رجل فقصده غلمانه ليضربوه ويؤذوه , فنهاهم زين العابدين وقال: كفوا أيديكم عنه , ثم التفت إلى الرجل وقال: أنا أكثر مما تقول , وما لا تعرفه عني أكثر مما عرفته , فإن لك حاجة في ذكره ذكرته لك. فخجل الرجل واستحيا , فخلع عليه زين العابدين قميصة وأمر له بألف درهم , فمضي الرجل وهو يقول أشهد أن هذا من ولد رسول الله. * * * * ودخل رجل على أبي حنيفة في مجلسه بالمسجد فتكلم فيه وكذب عليه وسبه وأغلظ , والإمام منكت رأسه لا يرد عليه حتى فرغ الرجل وانصرف , فلما كان الليل جاءه الإمام فدق بابه وسلم عليه وقال: يا أخي إن كان في ما تقول فغفر الله لي وإن لم يكن في ما تقول فسامحك الله , وانصرف الإمام فتبعه الرجل وتعلق به وقال: سامحني ولا أعود لها أبداً , فسامحه الإمام , وكفاه الله سوء خلق الرجل بحسن خلقه معه. وتروى قصة مشابهة لهذه تماماٍ عن زين العابدين. * وستواجه شخصيات منتكسة الفطرة , مريضة القلوب , كلما ازددت لهم وداً وتقرباً كلما ظنوا ذلك ضعفاً منك فيزيد عليك سفههم وسوء أدبهم , فعاملهم وقتها بالطريقة المناسبة التي تجعلهم يعرفون أنك تصبر عليهم أدباً وذوقاً وليس ذلاً وضعفاً , واحذر أثناء ذلك على أخلاقك من أن تنحط لمستواهم أو تناطح سفههم وحمقهم. * تعاملت مع فئة من الناس بكامل الأدب وأحسن الذوق , ولاحظت أنني كلما تأدبت معهم تسافهوا علي , فأردت أن ألقنهم درساً فغيرت معاملتي وقسوت عليهم قسوة شديدة , وكلما ظهر منهم سفهاً أدبتهم عليه في الحال , حتى أيقنوا عملياً أنني أستطيع أن أعاملهم بالأسلوب المناسب لانحطاطهم , فاعتدلوا وانضبطوا , وهنا حللت لهم شخصياتهم بأنها شخصيات ضعيفة وناقصة , وأن فطرتهم منتكسة. - إن الشخصية السوية هي التي تحسن إن أحسن الناس ,ولا تسئ إذا أساءوا , بل تحافظ على تميزها وتفردها وذوقها وأدبها , ولا تنحط إلى درجة السوقة والسفلة من عوام السفهاء. منقول من كتاب الذوق وفن التعامل مع الناس تأليف : خالد السيد عبد العال | |
|