الإثنين 6 ديسمبر - 16:56 | المشاركة رقم: 1 |
| المدير العام للمنتديات الثقافيه | | | | |
| الجنس : | التقيم : 419 | المشاركات : 3496 | | |
| | وقفة مع نهاية وبدايه العام الهجري هـ
وقفة مع نهاية وبدايه العام الهجري هـالأحد 29 ذو الحجة 1431 إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومنسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ،ومن يضلل فلا هادي له ، و أشهدأن لا اله إلا الله واشهد أن محمد عبده و رسوله صلى الله عليه وسلم
*******************
أخي الحبي
]لقدوقفت أمام يوميتي لأنزع آخر ورقة بها ، آخر يوم من عمر العام المنصرم ، وعلى غير عادتي تثاقلت يدي هذه المرة و هي تمتد إليها ، و انتابني إحساسنبه في وجداني شعوراً ، ما كنت أعيره إهتماماً على مدى أكثر من 350 يوماًقد انتهت ، لقد أحسست بإشفاق عليها ، و قد تراءت لي كأنها تحتضر ، و ترنوإلى يدي في فزع وذل ، كأنها تطلب مني أن أمهلها لحظات تودّع فيها هذهالحياة ، فعدلت عن نزعها ، و رحت أتأمل هذه الورقة الأخيرة ، و اعترتنيرهبة عندما عرفت أنني في الحقيقية بنزعها قد نزعت حزمة من أيام عمري ،لأطوي بها سجلي الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ، وبما فيها من خير وشر .
************************************
أخي الحبيب
]إن هذه اليوميةالمحتضرة تشبه عمر أي مخلوق ، وإنها تتناقص أيامها مثلما تتناقص أعمارنايوماً بعد يوم ، وكما يتناقص بتراكمات الحقب والسنين عمرُ الزمان ، وكلالمخلوقات في تناقص مطرد حتى تنتهي إلى الزوال (كل من عليها فان *ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)، إن كل المخلوقات تنتهي أعمارها ، و تمضي حيث شاء الله لها ، و تطوى ،إلا هذا المخلوق (الإنسان) فإنه الوحيد الذي يبقى متبوعاً بعد رحيله منهذه الدنيا ، وموقوفاً للحساب والجزاء . عدت من ذهولي ، و أخذت استحث ذاكرتي القاصرة ، علّها تسترجع بعض ما رسبوعلق بها من أحداث العام المنصرم ، قبل أن تغمرها دوائر النسيان ، و وقفتطويلاً أستعرض ذلك الشريط الطويل (العمر) ، يا سبحان الله العظيم ، إنهشريط عجيب حقاً ، فقد اكتظ اكتظاظاً ، و أفعم إفعاماً ، لقد اكتظ بالحوادثالمختلفة ، و الأحداث المتابينة ، و الأعمال الحقيرة والجليلة ، عنّي و عنغيري ممن لا حصر لهم ، من الذين مرّوا أمام عدسة هذا الشريط بالصوتوالصورة . لقد تذكرت هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وما كان فيها من أحداث ، وماأحوجنا - أخي الحبيب – و نحن نستقبل عاماً هجرياً جديداً أن نعيش بقلوبناو عقولنا و مشاعرنا وواقعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته منمكة المكرمة إلي المدينة المنورة و التى حوت على الكثير من الدروس والعبرمنها على سبيل المثال لا الحصر ، قيمة الزمن وأهميته . فلقد جاهد النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل الله حق الجهاد ، منذ أنزل الله عليه قوله تعالى : (يا أيها المدثر قم فأنذر و ربك فكبر ، و ثيابك فطهر)، فكان صلى الله عليه وسلم يواصل الليل مع النهار و السر مع الإعلان ، وما كان يخشى في الله لومة لائم ، و لا كان يردعه عن تبليغ الدعوة تهديدقريش و وعيدها
و استجاب له منذ البداية صدّيق الأمة أبو بكر من الرجال ، و من الصبيانعلي بن أبى طالب ، و من النساء زوجته خديجة بنت خويلد . و استجاب لأبى بكر:- عثمان بن عفان ، و طلحة بن عبيد الله ، و سعد بن أبي وقاص رضي اللهعنهم جميعا و أرضاهم . و تعهد صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتربية و التعليم فكان يجمعهم في دارالأرقم بن أبي الأرقم فيعلمهم ما ينز ل عليه من القران الكريم ، و يأمرهمبحسن الأخلاق و يحذرهم من الفسق و الشرك و العصيان ، وكان صلى الله عليهوسلم قدوة لهم في جميع أقواله وافعاله. و كان للوقت قيمة كبرى عندهم ، فكانوا يستغلون أوقاتهم في طاعة الله و فيالتزود من علم الرسول صلى الله عليه وسلم و فضله ، وكانت العقيدة فينفوسهم أهم من المال و الأهل و الولد ، و عندما خيّروا بين الوطن والقبيلة و رغد الحياة و بين خشونة العيش و الغربة و التشرد اختاروا صحبةرسول الله والهجرة في سيل الله . لقد صدق الصحابة رضوان الله عليهم ما عاهدوا الله عليه ، و عندما ابتلاهمالله صبروا وضربوا أروع الأمثلة في الفداء والتضحية ، و عندما نادى مناديالجهاد كانوا يتسابقون على الموت في سبيل الله ولسان حالهم يقول (وعجلتُ إليك ربي لترضى) . و بعد ثلاثة عشر عاماً من البذل و التضحية أكرم الله جل وعلا محمداً صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضي الله عنهم ، بالنصر وجاءهم من جهة المدينة . 13 عاماً كانت محسوبة بأيامها و لياليها و ساعاتها . 13عاماً لا يهنأ المسلمون فيها بلذيذ الطعام والشراب ، و لا يصرفهم عن ذكر الله حب الدنيا و التثاقل إلى الأرض . 13 عاماً من العمل الجاد ، و التخطيط الدقيق ، والتربية الرائعة . فأين نحن اليوم ]
]- أخي الحبيب -] من سيرة الرسول وأصحابه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
لقد انسلخ عام كامل من أعمارنا .. انسلخ بثوانيه ودقائقه وساعاته و أيامه ، فماذا قدمنافيه من أعمال صالحة ندخرها ليوم تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذاتحمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد . إن الجواب أخي الحبيب على هذا السؤال مخجل ومخجل جدا ، و لكن لابدمن الاعتراف بالأمر الواقع ، فالواحد منا يخرج من بيته في الصباح الباكر ،ويمضي سحابة يومه في مدرسته أو جامعته أو عمله ، و يعود إلى بيته آخرالنهار وقد أضناه التعب فيتناول طعام الغداء ويرتاح قليلاً ثم يمضي بقيةاليوم وأول الليل في المذاكرة أو قضاء الأمور المعيشية ، ثم ينام ، ثميعود في الصباح و هكذا و هكذا ، إنها و الله حياة ليست فيها دقائق مخصصةلقراءة القرآن و لتعلم أحكام ديننا و ليست فيها دقائق مخصصة لقيام الليل وصلاة السنن و النوافل و ليست فيها دقائق مخصصة لحضور مجالس الذكر والمحاضرات وليست فيها أيام لصيام الاثنين والخميس وليست فيها دقائق لبذلالمعروف وقضاء حوائج الناس . أخي الحبيب]، لقد شغلتنا دنيانا عن طاعة ربنا ، ونحن الذين حذرنا جل و علا منها ، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَاأَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَهُمُ الْخَاسِرُونَ {9} وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِأَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِيإِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ {10}وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌبِمَا تَعْمَلُونَ } . وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح و إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك) رواه البخاري . وقال صلى الله عليه وسلم (لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه ، و عنشبابه فيم ابلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه ، و عن علمه ماذاعمل به) السلسلة الصحيحة (946) . سوف يسألنا مالك يوم الدين يوم الحشر عن أعمارنا ، هل أفنيناها في الأعمالالصالحة والطاعات ، أم أفنيناها في اللهو والغفلة والعبث .ويسألنا سبحانهوتعالى عن أجسامنا هل أبليناها بالصيام والقيام وغض البصر وحفظ السمعواللسان ، أم أبليناها في تناول ما لذ و طاب من الطعام والشراب .و السائلجلّ وعلا يعرف خفايا أمورنا ، و لا يعجزه شي ء في الأرض و لا في السماء . قال تعالى : (ألمتر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلاهو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهمأين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم) . أخي الحبيب، إن الكثير من أبناء المسلمين فيمعظم البلاد العربية و الإسلامية يحتفلون بذكرى الهجرة في كل سنة ، ولكنللأسف الشديد القليل جداً منهم الذي يعرف الحكمة التي انطوت عليها حادثةالهجرة ، فالله عز وجل في كتابه العزيز قد انحى باللائمة على جماعة منأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في مكة يصلون و يصومون فقط ، ولا يستطيعون أن يفعلوا أكثر من ذلك من مظا هر الدين لأنهم كانوا تحت سلطةقريش و لا قوة لهم عليها ، ثم هم لم يهاجروا إلى قلعة الإسلام ليكونوا منجنودها ويظهروا شعائر دينهم بكل راحة ، فأنزل الله فيهم قوله تعالى: (إنالذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنّا مستضعفينفي الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنموساءت مصيرا) . فالحكمة أخي الحبيب ]منالهجرة هي أن الإسلام لا يكتفي من أهله بالصلاة و الصوم فقط ، بل يريدمنهم مع ذلك أن يطبقوا كل أوامر الله عز وجل و أوامر رسوله صلى الله عليهوسلم الظاهرة والباطنة في أنفسهم وفي كل أمور حياتهم اليومية كما قالتعالى : (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة و لا تتبعوا خطواتالشيطان إنه لكم عدو مبين) و السلم هو الإسلام ، و قال تعالى : (قل إنصلاتي و نسكي و محياي ومماتي لله رب العالمين) . أخي الحبيب،اختي الحبيبـــــة إن الهجرة باقية لم تنتهي بعد ، فقدقال صلى الله عليه وسلم : (لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، و لا تنقطعالتوبة حتى تطلع الشمس من مغربها) رواه ابوداود و النسائي ، صحيح الإرواء( 1208 ) . و عن عبد الله بن عمير عن أبيه عن جده ، أنه قيل لرسول الله صلى الله عليهوسلم: ما أفضل الهجرة ؟ قال : (من هجر ما حرم الله) . مشكاه المصابيح (3833 ) . و قال صلى الله عليه وسلم في حجه الوداع : (ألاأخبركم بالمؤمن ؟ من أمنه الناس على أموالهم و أنفسهم . و المسلم ؟ من سلمالناس من لسانه ويده . و المجاهد ؟ من جاهد نفسه في طاعة الله . و المهاجر ؟ ( وهنا الشاهد ) من هجر الخطايا و الذنوب) السلسلة الصحيحة (549) . فلابد من الهجرة من ترك الصلاة مع الجماعة و النومعن الصلوات إلى الصلاة على وقتها مع الجماعة في الصف الأول . و لابد منالهجرة من قراءة المجلات والجرائد التافهة إلى قراءة القرآن الكريم و تدبرآياته .
************************ و لابد من الهجرة
من سماع الأغاني و التلذذ بالغيبة إلى سماع القرآن والمحاضرات المفيدة .
**************************** ولابد من الهجرة من النظر المحرم في المجلات و الأسواق و القنوات إلى النظر في كتاب الله و سنه رسوله و سيرته و عظمة الله في مخلوقاته .
************************************* و لا بد من الهجرة[ من الكذب و الغيبة و الكلام البذيء إلى ذكر الله عز وجل و دعائه و التلذذ بمناجاته . ****************************** و لا بد من الهجرة من الجلسات الفارغة و التافهة إلى مجالس الذكر و حضور المحاضرات النافعة . *************************** و لا بد من الهجرة ]من أصدقاء السوء سواء ً كانوا منالأقارب أو من زملاء الدراسة و العمل ، الذين يصدون الإنسان عن سلوك طريقالالتزام والهداية ، إلى الإخوة الصالحين الذين يدلون على الخير و يعينونالمسلم عليه . ***************************************** و باختصار لا بد من الهجرة من كل ما يغضب الله ، إلى كل ما يرضي الله ، و من كل معصية يبغضها الله إلى كل طاعة يحبها الله . أخي الحبيب،
أن بداية العام الهجري الجديد فرصةلكل واحد منّا لكي يفتح صفحة جديدة مع الله عز و جل ، صفحة بيضاء نقية ]يعاهد الله فيها أنيكون كتاب الله عز وجل جليسه ، و ذكر الله عز و جل أنيسه ، و قيام الليل وصيام النهار سبيله ، و الأخ الصالح في الله نديمه . صفحة يعاهد الله فيها أن يترك كل معصية تبغضه ، و كل أغنية ماجنة منالقرآن تحبسه ، و كل نظرة محرمة للقلب تقتله ، وكل جليس سيئ من الله يبعده. بهذا و هذا وحده نحيي ذكرى الهجرة الشريفة ، و نحقق مقاصدها ، و هذا هوالفلاح الذي يدعونا إليه المؤذن خمس مرات في كل يوم عندما يدعونا إلىالوقوف بين يدي الله عز و جل . اللهم أجعل عامنا القادم أفضل من عامنا الماضي بتوفيقنا لطاعتك و تركمعصيتك يا رب العالمين ، اللهم اجعل عامنا القادم فرصة لقبولنا في قافلةالعائدين إليك والمنيبين إليك يا ذا الجلال و الإكرام ، و صلى الله علىنبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
----------------------------------------------------------
وتغنوا نشيد طلع البدر علينا طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعى لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع
* ** *** طلع النور المبين نور خير المرسلين
نور أمن وسلام نور حق ويقين ساقه الله تعالى رحمة للعالمين فعلى البر شعاع وعلى البحر شعاع * ** *** مرسل بالحق جاء نطقه وحي السماء
قوله قول فصيح يتحدى البلغاء فيه للجسم شفاء فيه للروح دواء أيها الهادي سلاماً ما وعى القرآن واع * ** ***
جاءنا الهادي البشير مطرق العاني الأسير مرشد الساعي إذا ما أخطأ الساعي المسير دينه حق صُراح دينه ملك كبير هو في الدنيا نعيم وهو في الأخرى متاع * ** ***
هات هدي الله هات يا نبي المعجزات ليس للات مكان ليس للعزى ثبات وحّد الله ووحد شملنا بعد الشتات أنت ألفت قلوباً شفها طول الصراع * ** ***
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعى لله داع أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع اشكركم عام وانتم بخير
| | |
الإثنين 6 ديسمبر - 17:20 | المشاركة رقم: 2 |
الإثنين 6 ديسمبر - 19:45 | المشاركة رقم: 3 |
الإثنين 6 ديسمبر - 22:28 | المشاركة رقم: 4 |
الأحد 9 يناير - 22:45 | المشاركة رقم: 5 | | النـائب الثـاني للمدير العـام | | | | |
| الجنس : | التقيم : 343 | المشاركات : 21279 | | |
| | رد: وقفة مع نهاية وبدايه العام الهجري هـ
| | |
مواضيع ذات صلة بـ هذا الموضوع
تذكر قوله تعالى :َ ما يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ |
تعليمات المشاركة | تستطيع إضافة مواضيع جديدة تستطيع الرد على المواضيع تستطيع إرفاق ملفات تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
| |
|
|
|