|
الأحد 28 مارس - 21:46 | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إحذر النفاق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فى هذا الموضوع نتحدث عن صفات المنافقين وعقابهم اللهم لا تجعلنا منهم قال الحسن البصري كما في البخاري تعليقاً: ما خافه إلا مؤمن، وما أمنه إلا منافق. تجد المؤمن فيه خوف وحرج من النفاق. أما المنافق فيمشي مسرعاً متردياً على رأسه لا يخاف النفاق. وقال عمر رضي الله عنه وأرضاه لـحذيفة : [يا حذيفة أسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين؟ لأن حذيفة هو صاحب السر، فهو يعرف أسماء المنافقين- قال حذيفة : لا والله ما سماك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المنافقين ولا أزكي أحداً بعدك]. والمنافق إذا جلس مع الأخيار صار خيراً، فإذا خلا إلى شياطينه وأخدانه مزق عرض الأخيار وذم الدين وأهله. والنفاق على قسمين:اعتقادي، وعملي أما الاعتقادي فهو الكفر الباطن. فبعض الناس يكفر بالرسالة الخالدة ويجحد رسالته صلى الله عليه وسلم، ويعتقد أن القيامة كذب، وأن الحشر والنشر كذب، وأن ما جاء في القرآن خداع ودجل. فهذا جزاؤه الدرك الأسفل من النار. والنفاق العملي هو نفاق الكلام والحديث ونفاق المعاصي، وقد ذكره صلى الله عليه وسلم في قوله كما في الصحيحين : (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) (1) ، وفي رواية: (إذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر) . ومن علامات النفاق: أن أصحابه يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فهم يتكلمون بحرارة عن الإسلام، وهم يحبون للإسلام الهدم ويحبون له الفشل والانهزامية. ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِالله وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ الله وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)). فهم أعدى من العدو الظاهر لأنهم عدو مختف، وذاك يجاهر بعداوته فسهل أن تحذره لأنه ظاهر. ولذلك يقول الشاعر: فإما أن تكون أخي بصدق فأعرف منك غثي من سميني ***وإلا فاطرحني واتخذني عدواً أتقيك وتتقيني من علامات المنافق: أنه جسد بلا روح، فهو يهتم بالمظهر، فلباسه من أرقى اللباس، وطعامه من أحسن الطعام، وسكنه من أحسن السكنى، ولا يعني هذا أن يتدروش المسلم ليرفع الله درجته، لا. بل قد تجد الفاجر فقيراً لا يجد كسرة خبز وينام على الرصيف، وتجد المؤمن يسكن في أحسن القصور. لكن المنافق ليس له اهتمام بالدين، ولا بالإسلام، ولا بالفرائض والنوافل، بخلاف المؤمن. يقول سبحانه وتعالى: ((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ)). ويقول حسان : لا بأس بالقوم من طول ومن قصر جسم البغال وأحلام العصافير قال ابن مسعود : [ترى المنافق بديناً سميناً، وترى المؤمن نحيفاً هزيلاً]. وهذا في الغالب كما سبق. يقول أبو الفتح البستي ناهياً عن الاهتمام بالجسم على حساب الروح: يا متعب الجسم كم تسعى لراحته ***أتعبت جسمك فيما فيه خسران أقبل على الروح واستكمل فضائلها ***فأنت بالروح لا بالجسم إنسان ومن علامات المنافقين: أنهم يخافون الأحداث في الدنيا ويظنون أنها على رؤوسهم. أما المؤمن فلا يخاف لأنه بين إحدى الحسنيين: إما حياة السعداء الأبرار الأتقياء الشرفاء، وإما موت الشهداء. والرياء مرض من أخطر الأمراض، وهو من قواصم الظهر. والرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا (بأن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة: عالم، وجواد، وكريم. يؤتى بهم، فيقول الله عز وجل للعالم: أما علمتك العلم؟ قال: بلى يا ربي. قال: فماذا عملت؟ والله يعلم. قال: علمت الجاهل، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر. فيقول الله: كذبت. وتقول الملائكة: كذبت. ويقول الله: إنما تعلمت ليقال عالم، وقد قيل، خذوه إلى النار. فيسحب على وجهه حتى يدهده في النار. ثم يؤتى بالجواد فيفعل به كذا. وبالشجاع فيفعل به هكذا) . نعوذ بالله من النار. ومن أسباب الرياء: نسيان ثواب الله والأجر من الله. وتعظيم الناس أكثر من الله. وطول الأمل، ونسيان الموت. ومن علامات المنافقين: أنهم يلمزون المطوعين الباذلين أنفسهم في سبيل الله، والمتصدقين بمالهم لرفع لا إله إلا الله. (كان صلى الله عليه وسلم جالساً في المسجد فقال للناس: تصدقوا في سبيل الله لتجهيز غزوة العسرة. فأتى عبد الرحمن بن عوف بمال كثير فوضعه في المسجد. فتغامز المنافقون في المسجد وقالوا: والله ما أراد بهذا إلا رياءً وسمعة. فأتى فقير ما وجد شيئاً، فأخذ حفنة تمر في كفه ودخل بها فوضعها مع الصدقات. فتضاحك المنافقون وقالوا: جيش كامل ماذا تغني عنه حفنة فلان!) سبحان الله! لم يسلم منكم الغني.. ولم يسلم منكم الفقير. فقال الله رداً عليهم: ((الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ الله مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ومن علامات المنافقين: الاستهزاء بالقيم وأولها مبادئ الإسلام. فهم لا يستهزئون بأهل المعاصي. فهل رأيتم منافقاً يستهزئ بامرأة لا ترتدى الحجاب أو لبست ثياباً شفافة؟ لا.. لا يستهزئ. بل يستهزئ بالصالحات أو الصالحين. ولكن.. ((إِنَّ الله يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الله لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)). يقول سبحانه وتعالى عنهم: ((قُلْ أَبِالله وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ)). ومن علاماتهم: أنهم كسالى في الطاعات. يقول سبحانه وتعالى: ((وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى)) ولكن تعال بهم إلى معصية كحفلة ماجنة أو تجمع سافر، فستجدهم يمضون إليه بفرح وقوة ونشاط. ومن علاماتهم: أنهم مرجفون مثبطون. فإذا ذكرت له انتصار الإسلام في قضايا انتشار العلم وانتشار الدروس والمحاضرات والندوات هون من شأنها وقال: لا طائل من ورائها، فهي إلهاء للشباب وأظنها تفرق بينهم!! | |
|