|
الخميس 14 يوليو - 15:16 | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اخر خبر لليوم جديييييييد الصين .. ونوع آخر من الاستنساخ صالح محمد الجاسر في الوقت الذي لا يزال فيه الناس يتعجبون من عمليات استنساخ العجول التي جرت في عديد من دول العالم، أراد الصينيون أن يجربوا عملية الاستنساخ في مجال آخر، فيه من المكاسب المالية الشيء الكثير، كيف لا وهم أكثر شعوب الأرض معرفة بطريقة تحصيل الأموال عبر بضاعتهم التي تتيح لكل تاجر ما يحتاج إليه، وبالسعر الذي يطلبه، فالصين التي يستورد منها البعض أردأ الصناعات، هي نفسها الصين التي غزت العالم الأول بصناعاتها التي تميزت بالجودة العالية، والصين تعلل هذا الأمر بأنها تتعامل مع من يريد بضاعتها حسب ما يحدده من سعر، فإذا كان التاجر يبحث عن السلع الرخيصة حتى لو كانت متدنية الجودة، فهي تبيعه سلعة يمكن أن يطلق عليها مصطلح ''نفاية صينية''، وهي ترى أنها غير مسؤولة عن هذه البضاعة، ولا عن ما يتعرض له مشتروها من أضرار صحية، أو خسارة مادية، فهذه من مهمات الجهات الرقابية في البلد المستورد. الصين كما قلنا أرادت أن تستفيد من عمليات الاستنساخ، فبحثت عن مجال آخر، وهو استنساخ بلدة طالما كانت مثار إعجاب الصينيين، وهي بلدة ''هاليستات'' النمساوية، هذه البلدة التي لا يتعدى عدد سكانها 800 نسمة، واستطاعت أن تستقطب 800 ألف سائح كل عام، من جميع أنحاء العالم، بمن فيهم الصينيون. وتعود حكاية استنساخ هذه البلدة حسب ما أوردته صحيفة ''الشرق الأوسط'' إلى ثلاث سنوات مضت، حينما بدأ الصينيون، وبشكل سري في تصوير كل جزء في البلدة، ورسم التفاصيل الدقيقة لكل شيء فيها، بما في ذلك البحيرات والجبال، دون أن يشعر أحدٌ من سكان البلدة، أو المسؤولين فيها بما يُخطط له الصينيون، حتى تم مصادفة اكتشاف رسوم دقيقة ومفصلة لأحد فنادق البلدة، تركها سائح صيني قبل رحيله. ردة الفعل النمساوية جاءت متفاوتة، فهناك من عارض هذا الاستنساخ، ووصفه بأنه غير قانوني، ومنهم رئيس البلدة الذي تقدم بشكوى إلى السلطات المحلية، ومنظمة اليونسكو، التي سبق أن اعتبرت البلدة جزءا من التراث الإنساني الذي تجب حمايته، وهناك من رأى أن هذا الاستنساخ سيسلط الضوء على البلدة النمساوية، ويجلب لها وللنمسا مزيداً من السياح. البلدة الصينية المستنسخة ستكلف 6 مليارات دولار، ومن المتوقع أن ينتهي المشروع في نهاية عام 2017م، والشركة المنفذة تتوقع أن تكون البلدة منطقة جذب سياحي، ومنطقة عقارية فاخرة. والسؤال، هل يكفي استنساخ الحجر لنحصل على بلدة مماثلة لأخرى، أم أن البلدة تحتاج إلى استنساخ بشر يسكنونها، ويكونون على شاكلة سكان البلدة الأصلية، ولو فرضنا أن تكلفة البناء تحملها سكان البلدة، التي من المفترض أن يماثل عددهم عدد سكان البلدة النمساوية، وعددهم 800 نسمة، فهذا يعني أن كل ساكن سيتحمل 7.5 مليون دولار، أي أن المنزل سيُكلف أضعاف هذا المبلغ، مما يجعل المشروع موجهاً لطبقة الأثرياء المعجبين ببلدة هاليستات، والذين يستطيع الواحد منهم بعُشر هذا المبلغ شراء منزل في البلدة النمساوية. بعد قراءتي هذا الموضوع حرصت على البحث عن ردود الأفعال كيف تكون في المنتديات السعودية، فماذا وجدت؟ أحد الموضوعات أشار إلى ارتفاع تكلفة مشروعاتنا، وأن الصين ستبني مدينة كاملة بمبلغ 6 مليارات دولار، وآخر خلط بين هذا الخبر وخبر آخر عن أن الصين تخطط لبناء أكبر مدينة في العالم لتضم 42 مليون نسمة، وذكر أن تكلفة بناء هذه المدينة 6 مليارات دولار فقط، ولو أجرى حسبة بسيطة، لوجد أن هذا أمرٌ لا يقبله العقل. | |
|