|
الثلاثاء 28 فبراير - 16:29 | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
: كتاب قيم للفتيات لا يفوتكم ........... الجزء الثالث إن الفرق بينك وبين غيرك .. أشبه بالفرق بين لون تلك التفاحة ولون ما حولها من التفاح .. !! :: 3 أمي تحب أخي أكثر !! { إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) } لا أظن عاطفة على وجه الأرض أعظم وأصدق من عاطفة الأبوين تجاه أبنائهم ، ولا أظن أحداً يجود بحياته للآخرين عن طيب نفس كما يجود بها الآباء لأبنائهم ، يحبان الصغير والكبير ، المطيع والعاصي ، الناجح والمخفق ، سعادتهما تبعاً لسعادة أبنائهم يرونهم فيرون فيها نجاحهم وامتداد حياتهم من بعدهم ، إن كان هناك من يجوع لأجل أن يشبع آخر أو يظمأ ليرتوي أو يمرض ليتعافى ، فلن يكون ذلك المضحي المؤثر إلا أباً أو أماً ، فهنيئاً لمن تربى في كنف أحدهما أو كلاهما . أنتِ حيث تجعلين نفسك : كثيراً ما نسمع شكوى الفتيات – خاصة – أن والديها يحبان أخت لها أكثر منها أو يحبان أخيها الذكر أكثر من الإناث ، لا بأس بهذه الملاحظة .. ما رأيك أن أكون نائبة عنك في طرح وجهة نظرك وما تشعرين به وأكون أنا أمك ، أحاورك بعاطفة الأم وحس الأنثى وحكمة المجربين ومنطق العقل كي تتضح لك الصورة وتكشف الحقائق وأعلمك الصواب قبل أن تعلمك الأيام .. إذا دعينا نتحاور أنا وتفاحة القلب وأنتِ شاهدة على حوارنا الحي : الأم : ناوليني يا ابنتي الهاتف كي أتصل بأخيك عبدالله فقد تأخر !! تفاحة : عبدالله عبدالله .. أنتِ يا أمي تهتمين به أكثر منا ، هل هذا كله لأنه ولد !! الأم : نعم حبيبتي أن أهتم به لأنه ولد كما أهتم بكِ لأنك فتاة ، أهتم به ليس لأني أحبه أكثر بل لأن مسؤوليتي تجاه متابعته أكبر ، فأنتِ يا قرة عيني غالب وقتك في المنزل تمدينه بالحياة والحيوية ، أما أخوك عبدالله فإنه كثير التواجد خارج المنزل فأبقى أتساءل بقلق : من يصاحب ؟! ماذا يأكل ؟! أين يتواجد ؟! وتتوالى الأسئلة في خاطري حتى يعود ، أما أنتِ فأمام عيني أستشعر كل حينٍ كم أنتِ غالية وبذرة طيبة آمن عليها ما دامت في كنفي ، أستشعر الرحمة التي تغمرني وأنتِ تسعين لخدمتي . تفاحة : وأحمد .. أنتِ تخافين عليه أكثر من خوفك علينا ، إذا خرجتِ تتصلين بالبيت مراراً للسؤال عنه !! الأم : وكذلك كنت أفعل معكِ حين كنتِ في عمر أحمد ، إنه طفل صغير لم يتجاوز العامين من عمره ، لا يملك عقلاً كعقلكِ كي يميز بين النافع والضار ، هو عرضة للخطر في كل آن ، ينتظر من يطعمه ويسقيه ويلبسه ويهدهده حتى ينام ، يمشي خطوة ويسقط عشرا ، ثم إني أجدكِ يا ابنتي أكثر مني وعياً بهذه المسألة . تفاحة : كيف ذلك يا أمي ؟!! الأم : أنا أرى حرصكِ على أحمد ، تدللينه ، تداعبينه ، تحرصين على طعامه وشرابه ولباسه وتربيته أكثر مني مما يدل على أنكِ واعية بحاجته ، لمزيدٍ من عناية واهتمام أكثر مما يحتاجه من هم أكبر منه سناً . يا ابنتي حين سُئلت فاطمة بنت الخرشب : أي بنيكـ أحب إليك ؟ قالت : الصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى والمسافر حتى يعود ، إن هذه الحالات الثلاث يا ابنتي ( الصغر والمرض والسفر ) حالات ضعف تتفطر لها قلوب الآباء . تفاحة : وماذا عن عيسى .. فهذا جميعنا يلاحظ كما هو أثير لديكـ !! الأم : لا أنكر هذا فأنا بشر وقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها لا لأني أحب عيسى أكثر من حبي لكم فجميعكم أبنائي ، لكن عيسى هو من اختار لنفسه هذه المكانة وهو من جعل نفسه في هذه المنزِلة . تفاحة : هو من اختار !! كيف ؟ الأم : عيسى ملك قلبي ببرهِ لي وتميزه في الحرص على رضاي ، سلوكيات لم أطلبها منه بل جادت بها نفسه دون سواه من بقية أبنائي . تفاحة : كيف ذلك يا أمي ؟ الأم : عيسى يصحو من نومه فيبحث عني فأول ما يفعله معي أن يهوي إليّ فيقبّل رأسي ، وإذا عاد من مدرسته سلّم عليّ وقبّل رأسي ثانية قبل أن يتناول غداءه ، في كل مناسبة تصلني منه هدية جميلة في معناها مغلقة بأصدق العبارات ، إذا مرضت طببني عيسى وسهر على راحتي وقدّم لي الدواء بيديه الصغيرتين ، إذا حادثته أصغى إليّ بود وإن أمرته أطاعني بالحب وإن ناديته لبّاني ، إن وُضعت مائدة الطعام لم تمتد يده قبلي وإن أمسك بكأس الماء ما رفعه لفيه قبل أن يرويني ، عيسى الأول من يصحو لصلاة الفجر وأكثر من يقرأ الورد . يا ابنتي إن يعقوب عليه السلام ما فرّق بين أبنائه بهبة أو عطاء لكن يوسف عليه السلام ملك قلبه ببره وإحسانه بتقواه وإيمانه ، بصلاحه وفلاحه لكنّ عقول إخوته قصرت عن اكتشاف السر وإدراك الأمر فظنوا أن أباهم يحبه دونهم . تفاحة : أنا آسفة يا أمي لم أكن أفكر كما تفكرين ولا أشعر بما تحسين ، لكنك علمتِني درساً لن أنساه . الأم : و ما ذلك الدرس ؟!! تفاحة : أن أبحث عن السر في نفسي فليس الحق ما أرى . الأم : ما أجمل أن نتصارح ونتحاور فنحن أسرة واحدة ، بوركتِ يا صغيرتي . تفاحة تغادر مجلسها وهي تخاطب نفسها : سأنافس عيسى في أمي وأبي .. من الصندوق: منذ زمن بعيد ... كان هناك شجرة تفاح في غاية الضخامة وكان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة يومياً وكان يتسلق أغصان هذه الشجرة ويأكل من ثمارها .. وبعدها يغفو قليلاً لينام في ظلها .. في يوم من الأيام .. رجع هذا الصبي وكان حزيناً .. ! فقالت الشجرة : تعال والعب معي .. فأجابها الولد : لم أعد صغيراً لألعب حولك .. أنا أريد بعض اللُّعب وأحتاج بعض النقود لشرائها .. فأجابته الشجرة : أنا لا يوجد معي أية نقود !! ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح الذي لدي لتبيعه ثم تحصل على النقود التي تُريدها .. الولد كان سعيداً للغاية .. فتسلق الشجرة وجمع جميع ثمار التفاح التي عليها ونزل من عليها سعيداً .. لم يعد الولد بعدها .. كانت الشجرة في غاية الحزن بعدها لعدم عودته .. وفي يوم رجع هذا الولد للشجرة ولكنه لم يعد ولداً بل أصبح رجلاً !! .. وكانت الشجرة في منتهى السعادة لعودته وقالت له : تعال والعب معي .. ولكنه أجابها وقال لها : أنا لم أعد طفلاً لألعب حولك مرة أخرى فقد أصبحت رجلاً مسئولاً عن عائلة .. وأحتاج لبيت ليكون لهم مأوى .. هل يمكنك مساعدتي بهذا ؟! آسفة !! فأنا ليس عندي لك بيت ولكن يمكنك أن تأخذ جميع أفرعي لتبني بها لك بيتاً .. فأخذ الرجل كل الأفرع وغادر الشجرة وهو سعيداً .. وكانت الشجرة سعيدة لسعادته ورؤيته هكذا .. ولكنه لم يعد إليها .. وأصبحت الشجرة حزينة مرة أخرى .. وفي يومٍ حارٍ جداً .. عاد الرجل مرة أخرى وكانت الشجرة في منتهى السعادة .. فقالت له الشجرة : تعال والعب معي ، فقال لها الرجل : أنا في غاية التعب وقد بدأت في الكبر .. وأريد أن أبحر لأي مكان لأرتاح .. هل يمكنك إعطائي مركباً ؟ فأجابته يمكنك أخذ جذعي لبناء مركبك .. وبعدها يمكنك أن تبحر به أينما تشاء .. وتكون سعيداً .. فقطع الرجل جذع الشجرة وصنع مركبه !! فسافر مبحراً ولم يعد لمدة طويلة جداً ..... أخيراً عاد الرجل بعد غياب طويل وسنوات طويلة جداً .. ولكن الشجرة أجابت وقالت له : آسفة يا بُنيّ الحبيب ولكن لم يعد عندي أي شيء لأعطيه لك .. وقالت له : لا يوجد تفاح .. قال لها : لا عليك لم يعد عندي أسنان لأقضمها بها .. لم يعد عندي جذع لتتسلقه ولم يعد عندي فروع لتجلس عليها .. فأجابها الرجل لقد أصبحتُ عجوزاً اليوم ولا أستطيع عمل أي شيء !! فأخبرته : أنا فعلاً لا يوجد لدي ما أعطيه لك .. كل ما لدي الآن هو جذور ميتة .. أجابته وهي تبكي .. فأجابها وقال لها : كل ما أحتاجه الآن هو مكان لأستريح فيه .. فأنا مُتعب بعد كل هذه السنون .. فأجابته وقالت له : جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة .. تعال .. تعال واجلس معي هنا تحت واسترح معي .. فنزل الرجل إليها وكانت الشجرة سعيدة به والدموع تملأ ابتسامتها .. *** | |
|
أعلانات نصية | |
أعلانات المنتدى | |
مركز رفع الصور لمنتديات مسرووور | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |