|
الخميس 18 يوليو - 23:27 | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تبادل المأكولات والغبقة عادات وتقاليد رمضانية تجمع العائلة القطرية تجد السيدة أم عبدالعزيز في محلات سوق واقف الشعبية رائحة العادات والتقاليد للأسرة القطرية المتوارثة في شهر رمضان المبارك، فتذكرها الأكلات الشعبية بعادات آبائها وأجدادها الرمضانية كتبادل الأكلات الرمضانية، وفي المقابل تعكس تلك المجالس الشعبية جمع العائلة –صغيرها وكبيرها- حول مائدة الإفطار والغبقة مع الأهل والأصدقاء، أما رائحة الحلويات فتأخذها إلى استراحة العائلة بعد الإفطار بأنواعها الشعبية المختلفة. «زمان رمضان أحلى».. تقول أم عبدالعزيز، انطلاقاً من حال الترابط الاجتماعي الذي بدأ يختلف مفهومه مع عصر التكنولوجيا والهواتف النقالة، ورغم ذلك تبقى العائلة القطرية متمسكة بمعظم العادات والتقاليد، فقد لعبت التهاني الإلكترونية دوراً في إبعاد المسافات حتى بين الأهل والأقارب على حد قولها، فضلاً عن تضاعف المشاغل الاقتصادية وتعقدها عن السابق، ومن هنا تستعرض أم عبدالعزيز التفاوت الحاصل في بعض العادات الرمضانية عن السابق فتقول: «مثلاً عادة تبادل المأكولات الرمضانية تغيرت نوعاً ما، رغم أننا ما زلنا ملتزمين بها، فمع تقلب الظروف الاجتماعية والاقتصادية طرأت على هذه العادة تغيرات طبيعية بمرور الزمن وتعاقب الأجيال المختلفة، ومع هذا يبقى كثير من العادات صامدة وعلى رأسها تبادل المأكولات الرمضانية وتجمع الأهل والغبقة، فعادة تبادل المأكولات في رمضان متوارثة بكل ما تحمله من معانٍ جميلة، وغايات خيرية كريمة، ففي السابق كنا نعيش بالخيام في ظل ظروف اقتصادية مختلفة عن يومنا هذا، فكنا نتشارك جميعاً وليمة الإفطار، بحيث يتجمع رجال المنطقة في خيمة، والنساء في خيمة أخرى، بعد أن تقوم كل الخيام بتقديم ما في وسعها من إعداد صنف معين من الطعام، ثم تجمع كلها في الخيمتين، وكانت السيدات اللاتي لا يستطعن القدوم لخيمة النساء لبعد المسافة يرسل لهن الأكل». صلة الرحم من أساسيات رمضان وتتابع أم عبدالعزيز: «تقوم العادات الرمضانية القطرية ومنها تبادل المأكولات بين الناس على أساس صلة الرحم، لأنها تحرص على جمع العائلة والأصحاب والاهتمام بالجار، فحال كل البيوت أن المطابخ القطرية تستعد لتحضير ولائم الإفطار بما تحويه من أكلات شعبية متعارف عليها، ولا يحلو لها مذاقها دون مشاركة البعيد قبل القريب، وعلى رأس هذه الأكلات: «أكلة الهريس»، وهي من أشهر وأبرز الأكلات الشعبية القطرية المتبادلة في رمضان، والمكونة من حب القمح والدجاج أو اللحم، أيضاً أكلة الثريد بالأرز واللحم، فضلاً عن أنواع الحلويات، كاللقيمات مثلاً، ومن أنواع الحلويات كذلك الساقو المكونة من السكر والماء والمكسرات، بالإضافة إلى العصيدة. وتؤكد أم عبدالعزيز أن اليوم الأول في رمضان مميز، حيث تحرص العائلة الممتدة على الاجتماع حول مائدة واحدة في البيت «العود» أي بيت الجد، وهذه أبرز عادات صلة الرحم، تليها عادة تبادل المأكولات الرمضانية التي تؤكد أيضاً على صلة الرحم والأخوة الصادقة، لذا لا يمكن استغلالها لتأكيد طبقة اجتماعية معينة أو إبراز القدرات المادية أو اصطناع الكرم بطريقة مفتعلة. وتتابع أم عبدالعزيز: «عادة جميلة متوارثة من خيرات أجدادنا علينا، لا يمكن أن تهدف عند البعض إلى التباهي والتفاخر وإبراز المكانة، ففي الغالب هي عمل خيري بدليل أنها بين الأهل والأقارب والجيران أي من هم منا وفينا، وأحياناً نرسل للفقراء المجاورين، وتبقى عادة جميلة رغم تغيرها عن السابق أيضاً، ففي الماضي كنا نحمل أكلاتنا بأنفسنا أو مع أبنائنا الصغار للأقارب والجيران سيراً على الأقدام لقرب المسافات، لكن أصبحنا اليوم نوكل أمر إرسالها للخدم والسائقين، وبالتأكيد بالسيارة إن قصرت المسافة أو بعدت، ونبدأ بإرسال الأطباق للناس بعد العصر أو قبل أذان المغرب بنصف ساعة مع الخدم، ولا يجوز تقديم أكلات جاهزة من المطاعم، بل كلها من عمل البيت، كالأكلات الشعبية القطرية، وليس بالضرورة إرسالها يومياً، فنحن مثلاً نوزع أكلاتنا ثلاث مرات في الأسبوع تقريباً أو حسبما نعده من أكلات مميزة». عبادات جماعية أما السيدة أم راشد فتلفت إلى أن عبادات رمضان تحث وتشجع على صلة الرحم، كخروج نساء الحي جماعة لأداء التراويح، وتوضح: «بدون قريباتي وجاراتي أفضل أن أصلي التراويح في البيت، لكن عندما يذهبن يشجعنني على أداء صلاة التراويح في المسجد جماعة، وهذا يزيد من تواصلنا وترابطنا إما كأقرباء أو كجيران، فجميعنا نجتمع في البيت الكبير (وهو بيت والد زوجي) أول يوم رمضان تحديداً، ثم نخرج معاً للتراويح، وعموماً تكثر الزيارات بين البيوت القطرية في رمضان ولا اعني هنا الأقارب فحسب بل الزيارات عموماً، لأن رمضان شهر البركة يلعب دورا في تقوية الصلات الاجتماعية». الغبقة الرمضانية عادة قديمة من جانبه يستكمل المواطن سالم المري «أبو محمد» عادات البيوت القطرية في رمضان، فيتحدث من جانبه عن «الغبقة» فيقول: «تعتبر الغبقة تقليدا اجتماعيا قديما في الخليج، وهي إحدى وجبات شهر رمضان التي تقع بين وجبة الإفطار والسحور، ونحرص على إقامة الغبقات الرمضانية في ليالي رمضان خصوصا في العشر الأواخر من الشهر، وندعو لها الأهل والأصدقاء في بيوتنا ونعتبرها فرصة لتعزيز الترابط الاجتماعي بيننا بالإضافة إلى تبادل الأخبار وحال الأهل أو شؤوننا المحلية، وأحياناً قد تصل تكلفة الغبقة أكثر من الفطور نفسه، لأنها تعد خصيصاً للضيوف أو لمناسبة تزامنت في رمضان، وبالنسبة لنا نحرص على الذبيحة في الغبقة، وتتجاوز الغبقة الألف ريال مع بقية المكملات، لكن الغبقة لا تقارن بالفطور لأنها لا تنظم كل يوم، فقط تكون لمناسبة معينة أو لاستقبال الضيوف في الليل في حال جاء زائر مهم، وتقام الغبقة غالبا بين الساعة 11 ليلا والثانية صباحا، ونلتزم عادةً بارتداء اللباس التقليدي وإبراز النواحي التراثية». «القرنقعوه» و «النافلة» بعد يوم طويل وتحضيرات مكثفة لولائم الإفطار والغبقة، لا بد من الاستعداد ليوم صيام جديد بالحرص على وجبة السحور أيضاً، والتي لها تحضيرات جديدة تختلف عن وجبة الإفطار، بحسب أم حمد، التي تلفت إلى أن ما يتم إعداده لوجبة السحور لا يكون بقايا من وجبة الفطور، وتوضح: «بالنسبة للسحور، فالالتزام به لا يعد من ضمن العادات والتقاليد بقدر ما هو سنة يجب اتباعها، وهو حق لصحتنا علينا خصوصاً من يخرج للعمل صباحاً، فمن الضروري أن يشبع حاجته لتكون لديه طاقة وقدرة على الصيام، لذلك في الغالب نعد في السحور طعاما جديدا ولا نعتمد على تسخين أكل الفطور، لأننا عائلة ممتدة، فإن كان جزء منا لا يهتم بتناول السحور فيوجد جزء آخر يحرص عليه، هذا عدا أننا نراعي الجميع لأن بيننا زوجات أبنائي وأطفالهن، لذلك يعتبر السحور مهما أيضاً كالفطور، لكنه بلا شك يكون أخف من الفطور، فلا يحتوي على الأكلات الدسمة أو الثقيلة».. ثم تتابع عن العادات القطرية التي تتخلل الشهر الفضيل بالقول: «في الخليج وقطر نستعد لشهر رمضان منذ النصف الثاني من شهر شعبان، ونسمي هذا اليوم (النافلة)، ثم يحتفل الأطفال بالقرنقعوه في منتصف شهر رمضان، ويتميز ليل رمضان في قطر عقب صلاة العشاء والتراويح بالجلسات العائلية الرمضانية، وهناك مجالس للرجال وأخرى للنساء تقدم فيهما الحلوى والشاي والقهوة العربية». الأكلات الشعبية تميز رمضان المواطنين من جانبها، تنوه المواطنة سارة علي عبدالرحمن أن الشعب القطري يتميز عن بقية الشعوب بحرصه وتميزه بتراثه في كل شيء خصوصاً في شهر رمضان والأعياد، لكنها تعتبر أن أبرز الموروثات التي ما زالت تحرص عليها البيوت القطرية حتى الآن هي تحضير الأطباق الشعبية، وتقول: «تبقى العادات والتقاليد الخاصة بالمأكولات والمشروبات هي أهم ما يميز البيوت القطرية، ليس في الأيام الأولى فحسب بل طوال شهر رمضان تقريباً، وهي عادات متوارثة وبقية الموائد القطرية محافظة عليها، فصحيح أن كل شعب يتميز بأكلات معينة، لكني أقصد هنا الأكلات الشعبية القديمة، وعلى رأسها أكلة الهريس التي نعدها بنفس الطريقة التي كان الأجداد يعدونها بها في قدور كبيرة، وتحتوي على القمح واللحم، بالإضافة إلى أكلة الثريد وهي عبارة عن خبز مقطع أو نسميه الرقاق مع مرق اللحم والخضراوات كالقرع والكوسة، أما أبرز حلوياتنا فهي الساقو، وهي قريبة من شكل الحلوى العمانية، بالإضافة إلى اللقيمات والمهلبية وشاي الكرك والقهوة، لكننا نهتم أيضاً بالسنن الإسلامية قبل الموروثات الشعبية، فنبدأ فطورنا بتمرة أو كوب لبن». عادات شبابية وللشباب القطري ما يميزه بعد الانتهاء من صلاة التراويح والواجبات الاجتماعية كما يقول خالد المهندي: «الغبقة من أجمل العادات الرمضانية، فمنها ما هو للرجال وللشباب وللنساء، فنحرص على ملاقاة بعضنا بعضا، ونفضل نحن الشباب الخروج ليلاً، حيث تقوم غالب الكافيتريات والمطاعم بشواء الكباب رغم أنه ليس من تخصصهم في غير أيام رمضان، فمعروف أن شبابنا يقبلون على الكباب كثيراً في رمضان ويأكلونه وقوفاً من أمام هذه الكافيتريات أو في سياراتهم، بالإضافة إلى السمبوسة بأنواعها.. وقد تكون كثرة المغريات والعروض هي ما يشدنا للطعام، فنعوض ساعات الصيام بكثرة الأكل.. يذكرني هذا بمسلسلات رمضان التي تفرض نفسها علينا، وهذا هو حال مطابخنا والمطاعم الخارجية، ثم نستكمل السهرة إما في مقاهي الشيشة أو المجالس، بالإضافة إلى تلبية دعوات الغبقات الرمضانية، وعموماً كلها تساعد على التقارب الاجتماعي وصلة الرحم في رمضان، فنلتقي دوماً بالأقارب تحديداً أو أهل الحي أو المنطقة السكنية التي نعيش فيها بالإضافة إلى الأصدقاء، حتى أصدقاء العمل، فأنا أهتم أحياناً بجلب بعض أنواع الحلويات أو الأكلات الشعبية لزملائي في العمل خصوصاً من المقيمين، ليتعرفوا على أكلاتنا وحلوياتنا الشعبية، وبالفعل أحبوها». | |
|
أعلانات نصية | |
أعلانات المنتدى | |
مركز رفع الصور لمنتديات مسرووور | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |