|
السبت 15 مارس - 9:06 | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عثمان بن عفان رضي الله عنه بسم الله الرحمن الرحيم عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة القرشي ، أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة الذي جعل عمر الأمر شورى بينهم ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق ، توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو عنه راض صلى إلى القبلتيـن وهاجر الهجرتيـن وبمقتله كانت الفتنة الأولى في الإسلام إسلامه كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- غنيا شريفا في الجاهلية ، وأسلم بعد البعثة بقليل ، فكان من السابقين إلى الإسلام ، فهو أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الهجرة الأولى والثانية وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-( إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط ) وهو أوّل من شيّد المسجد ، وأوّل من خط المفصَّل ، وأوّل من ختم القرآن في ركعة ، وكان أخوه من المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ومن الأنصار أوس بن ثابت قال عثمان ( ان الله عز وجل بعث محمدا بالحق ، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله ، وآمن بما بُعِث به محمد ، ثم هاجرت الهجرتين وكنت صهْر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبايعت رسول الله فوالله ما عصيتُه ولا غَشَشْتُه حتى توفّاهُ الله عز وجل ) الصّلابة لمّا أسلم عثمان -رضي الله عنه- أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطا ، وقال ( أترغب عن ملّة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا أحلّك أبدا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين )..فقال عثمان ( والله لا أدَعُه أبدا ولا أفارقُه )..فلمّا رأى الحكم صلابتَه في دينه تركه ذي النورين لقّب عثمان -رضي الله عنه- بذي النورين لتزوجه بنتيْ النبي -صلى الله عليه وسلم- رقيّة ثم أم كلثوم ، فقد زوّجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنته رقيّة ، فلّما ماتت زوّجه أختها أم كلثوم فلمّا ماتت تأسّف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مصاهرته فقال ( والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوّجنُكَها يا عثمان ) سهم بَدْر أثبت له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهمَ البدريين وأجرَهم ، وكان غاب عنها لتمريضه زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-..فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-( إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه ) الحديبية بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة ، لكونه أعز بيت بمكة ، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته ، فضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشماله على يمينه وقال ( هذه يد عثمان )..فقال الناس ( هنيئا لعثمان ) جهاده بماله قام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بنفسه وماله في واجب النصرة ، كما اشترى بئر رومة بعشرين ألفا وتصدّق بها ، وجعل دلوه فيها لدِلاِء المسلمين ، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفا كان الصحابة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة ، فأصاب الناس جَهْد حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين ، والفرح في وجوه المنافقين ، فلما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك قال ( والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق )..فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان ، فاشترى أربع عشرة راحلة بما عليها من الطعام ، فوجّه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- منها بتسع ، فلما رأى ذلك النبي قال ( ما هذا ؟) قالوا أُهدي إليك من عثمان - فعُرِف الفرحُ في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والكآبة في وجوه المنافقين ، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- يديه حتى رُؤي بياض إبطيْه ، يدعو لعثمان ( اللهم اعط عثمان ) قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليَّ فرأى لحما فقال ( من بعث بهذا ؟)..قلت عثمان - فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رافعا يديْه يدعو لعثمان جيش العُسْرة وجهّز عثمان بن عفان -رضي الله عنه- جيش العُسْرَة بتسعمائة وخمسين بعيرا وخمسين فرسا ، واستغرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء له يومها ..فقد جاء عثمان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف دينار حين جهّز جيش العسرة ، فجعل -صلى الله عليه وسلم- ويقول ( ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم )..مرتين الحياء قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-( أشد أمتي حياءً عثمان ) قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- استأذن أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش ، عليه مِرْط لي ، فأذن له وهو على حاله ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له ، وهو على تلك الحال ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصلح عليه ثيابه وقال ( اجمعي عليك ثيابك )..فأذن له ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، فقلت ( يا رسول الله ، لم أرك فزِعْت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان !!) فقال ( يا عائشة إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت إن أذنْت له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته ) وفي رواية أخرى ( ألا أستحي ممن تستحيي منه الملائكة ) فضله دخل رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال ( يا بنيّة أحسني إلى أبي عبد الله فإنّه أشبه أصحابي بي خُلُقـا )..وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-( مَن يُبغض عثمان أبغضه الله )..وقال ( اللهم ارْض عن عثمان )..وقال ( اللهم إن عثمان يترضّاك فارْض عنه ) اختَصّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكتابة الوحي ، وأثنى عليه جميع الصحابة ، وبركاته وكراماته كثيرة ، وكان عثمان -رضي الله عنه- شديد المتابعة للسنة ، كثير القيام بالليل قال عثمان -رضي الله عنه- ( ما تغنيّتُ ولمّا تمنّيتُ ، ولا وضعت يدي اليمنى على فرجي منذ بايعت بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما مرّت بي جمعة إلا وإعتق فيها رقبة ، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام ، ولا سرقت ).. اللهم اشهد عن الأحنف بن قيس قال انطلقنا حجّاجاً فمروا بالمدينة ، فدخلنا المسجد ، فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص - فلم يكن بأسرع من أن جاء عثمان عليه ملاءة صفراء قد منع بها رأسه فقال ( أها هنا علي ؟)..قالوا : نعم - قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ( من يبتاع مِرْبدَ بني فلان غفر الله له ؟)..فابتعته بعشرين ألفاً، فأتيت رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت ( إني قد ابتعته ).. فقال ( اجعله في مسجدنا وأجره لك ) ؟..قالوا نعم قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ( من يبتاع بئر روْمة غفر الله له ) فابتعتها بكذا وكذا ، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت ( إني قد ابتعتها )..فقال ( اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك )؟...قالوا نعم قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظر في وجوه القوم يوم ( جيش العُسرة ) فقال ( من يجهز هؤلاء غفر الله له )000فجهزتهم ما يفقدون خطاما ولا عقالا )؟..قالوا نعم قال ( اللهم اشهد اللهم اشهد )...ثم انصرف الخلافة كان عثمان -رضي الله عنه- ثالث الخلفاء الراشدين ، فقد بايعه المسلمون بعد مقتل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- سنة 23 هـ ، فقد عيَّن عمر ستة للخلافة فجعلوا الأمر في ثلاثة ، ثم جعل الثلاثة أمرهم إلى عبد الرجمن بن عوف بعد أن عاهد الله لهم أن لا يألوا عن أفضلهم ، ثم أخذ العهد والميثاق أن يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه وولاه ، فجمع الناس ووعظهم وذكّرَهم ثم أخذ بيد عثمان وبايعه الناس على ذلك ، فلما تمت البيعة أخذ عثمان بن عفان حاجبا هو مولاه وكاتبا هو مروان بن الحكم الخير انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحج بالناس عشر حجج متوالية.. الفتوح الإسلامية وفتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخـرة وفارس الأولى ثم خـور وفارس الآخـرة ، ثم طبرستان ودُرُبجرْد وكرمان وسجستان ، ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن.. الفتنة ويعود سبب الفتنة التي أدت إلى الخروج عليه وقتله أنه كان كَلِفا بأقاربه وكانوا قرابة سوء ، وكان قد ولى على أهل مصر عبدالله بن سعد بن أبي السّرح فشكوه إليه ، فولى عليهم محمد بن أبي بكر الصديق باختيارهم له ، وكتب لهم العهد ، وخرج معهم مدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي السّرح ، فلمّا كانوا على ثلاثة أيام من المدينة ، إذ همّ بغلام عثمان على راحلته ومعه كتاب مفترى ، وعليه خاتم عثمان ، إلى ابن أبي السّرح يحرّضه ويحثّه على قتالهم إذا قدموا عليه ، فرجعوا به إلى عثمان فحلف لهم أنّه لم يأمُره ولم يعلم من أرسله ، وصدق -رضي الله عنه- فهو أجل قدرا وأنبل ذكرا وأروع وأرفع من أن يجري مثل ذلك على لسانه أو يده ، وقد قيل أن مروان هو الكاتب والمرسل !.. ولمّا حلف لهم عثمان -رضي الله عنه- طلبوا منه أن يسلمهم مروان فأبى عليهم ، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد قال له ( عثمان ! أنه لعل الله أن يُلبسَك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه ).. الحصار فاجتمع نفر من أهل مصر والكوفة والبصرة وساروا إليه ، فأغلق بابه دونهم ، فحاصروه عشرين أو أربعين يوما ، وكان يُشرف عليهم في أثناء المدّة ، ويذكّرهم سوابقه في الإسلام ، والأحاديث النبوية المتضمّنة للثناء عليه والشهادة له بالجنة ، فيعترفون بها ولا ينكفّون عن قتاله..وكان يقول ( إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إليّ عهدا فأنا صابر عليه )...( إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن )... وعن أبي سهلة مولى عثمان قلت لعثمان يوما ( قاتل يا أمير المؤمنين )..قال ( لا والله لا أقاتل ، قد وعدني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرا فأنا صابر عليه ).. واشرف عثمان على الذين حاصروه فقال (يا قوم ! لا تقتلوني فإني وال وأخ مسلم ، فوالله إني أردت إلا الإصلاح ما استطعت ، أصبت أو أخطأت ، وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعا أبدا ، ولا تغزوا جميعا أبدا ) ..فلما أبَوْا قال ( اللهم احصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تبق منهم أحدا )...فقتل الله منهم مَن قتل في الفتنة ، وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفا فأباحوا المدينة ثلاثا يصنعون ما شاءوا لمداهنتهم... مَقْتَله وكان مع عثمان -رضي الله عنه- في الدار نحو ستمائة رجل ، فطلبوا منه الخروج للقتال ، فكره وقال ( إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها )...فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم الأنصاري فقتلوه ، و المصحف بين يديه فوقع شيء من دمـه عليه ، وكان ذلك صبيحـة عيد الأضحـى سنة 35 هـ في بيته بالمدينة ومن حديث مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان - أن عثمان أعتق عشرين عبدا مملوكا ، ودعا بسراويل فشد بها عليه ، ولم يلبَسْها في جاهلية ولا إسلام وقال ( إني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البارحة في المنام ، ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي اصبر ، فإنك تفطر عندنا القابلة ).. فدعا بمصحف فنشره بين يديه ، فقُتِل وهو بين يديه كانت مدّة ولايته -رضي الله عنه وأرضاه- إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا وأربعة عشر يوما ، واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة... ودفِنَ -رضي الله عنه- بالبقيع ، وكان قتله أول فتنة انفتحت بين المسلمين فلم تنغلق إلى اليوم يوم الجمل في يوم الجمل قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ( اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان ، ولقد طاش عقلي يوم قُتِل عثمان ، وأنكرت نفسي وجاؤوني للبيعة فقلت ( إني لأستَحْيي من الله أن أبايع قوما قتلوا رجلا قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-( ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة )..وإني لأستحي من الله وعثمان على الأرض لم يدفن بعد فانصرفوا ، فلما دُفِن رجع الناس فسألوني البيعة فقلت ( اللهم إني مشفق مما أقدم عليه )..ثم جاءت عزيمة فبايعت فلقد قالوا ( يا أمير المؤمنين ) فكأنما صُدِع قلبي وقلت ( اللهم خُذ مني لعثمان حتى ترضى ).. | |
|