|
الخميس 28 أكتوبر - 11:42 | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
التربية الإسلامية : تربية الأولاد في الإسلام ـ كيفية التعامل مع الأبناء ـ الدرس " 1 " . لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات ، إلى جنات القربات . أيها الأخوة الكرام ، مع الدرس الأول من دروس تربية الأولاد في الإسلام . الأولاد زينة الحياة الدنيا : بادئ ذي بدء : الأطفال غراس الحياة ، قطوف الأمل ، قرة العين ، زهور الأمة ، براعم الأمة ، هم البشرى : ( سورة مريم الآية : 7 ) . هم قرة العين : ( سورة الفرقان ) . هم المحبة ، هم المودة والرحمة : ( سورة الروم الآية : 21 ) . قال العلماء : المودة والرحمة هم الأولاد ، هم زينة الحياة الدنيا . ( سورة الكهف الآية : 46 ) . رعاية الأولاد واجب ديني لأن محبة الآباء والأمهات لأولادهم هي محبة الله : لذلك أيها الأخوة ، رعاية الأولاد واجب ديني ، محبتهم قربة إلى الله ، لأنه أحباب الله . هناك قصة رمزية للتوضيح نبي كريم مرّ بامرأة تخبز على التنور ، وقد وضعت ابنها على إحدى طرفي التنور ، وكلما وضعت الرغيف في التنور ضمت هذا الصغير وشمته وقبلته ، تعجب هذا النبي ، قال : يا رب ما هذه الرحمة ! هي رحمة الله عز وجل ، والله عز وجل قال : سأنزعها ، فلما نزع الرحمة من قلب الأم بكى هذا الطفل فألقته في التنور . لذلك محبة الآباء والأمهات لأولادهم هي محبة الله . ( سورة طه الآية : 39 ) . هذا كلام دقيق جداً ، الحب الذي يمتلئ به قلب الأم ، والذي يمتلئ به قلب الأب هي محبة الله لهذا الإنسان ، أودعها في قلب أمه وأبيه ، فلذلك الأطفال أحباب الله ، ومحبتهم قربة إلى الله ، ورعايتهم واجب ديني ، الآن الآية الكريمة : ( سورة البلد ) . نظام الأبوة والبنوة أكبر مثال نتعرف من خلاله إلى الله : نظام الأبوة والبنوة أكبر مثال نتعرف من خلاله إلى الله ، كيف في إنسان همه الأول سعادة ابنه ، وهو ليس محتاجاً له أبداً ، همه الأول تفوق ابنه ، همه الأول صحة ابنه ، همه الأول سعادة ابنه ، كيف أن في بني البشر الأب والأم لا شيء عندهما أقرب إلى قلبيهما من الابن ، يبذلان من أجله الغالي والرخيص ، والنفس والنفيس ، تجوع الأم ليشبع ابنها ، تخاف ليطمئن . على كل نظام الكون من خلال الوالد والولد يعرفنا بالله عز وجل ، للتقريب : الأم كيف أنها لا تنام الليل من أجل ابنها ، وإذا مرض ابنها تكاد تموت قلقاً عليه ؟ هذه رحمة أودعها الله في قلب الأم ، فكيف بصاحب الرحمة ؟ دقق : ( سورة آل عمران الآية : 159 ) . ( سورة الكهف الآية : 58 ) . أرحم الخلق بالخلق رسول الله ، ومع ذلك جاءت الرحمة في الآية نكرة ، ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾ ، ﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ﴾ ، الآية الكريمة ﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ﴾ نظام الأبوة من البنوة . الله عز وجل ما خلق الإنسان إلا ليرحمه : أكبر تعريف برحمة الله ورعايته ، الآية الكريمة : ( سورة هود الآية : 119 ) . خلقهم ليرحمهم ، الآن الآية الثانية : ( سورة النساء الآية : 11 ) . نحن في القرآن الكريم الآية لها سياق ، ولها سباق ، ولها لحاق ، لكنك إذا نزعت الآية من سياقها تشير إلى حقيقة ثانية ، فوق الزمان والمكان . ( سورة الطلاق ) . هذه الآية وردت في سورة الطلاق ، معناها السياقي أنه من يتق الله في تطليق امرأته طلقها طلقة واحدة ، ﴿ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾ إلى إرجاعها ، من طلقها طلاقاً سنياً طلقة واحدة ، ﴿ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾ إلى إرجاعها ، انزع هذه الآية من سياقها ، هي آية تشير إلى حقيقة ثابتة ، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ ﴾ في كسب ماله ، ﴿ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾ من إتلافه ، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ ﴾ في تربية أولاده يجعل الله له مخرجاً من عقوقهم ، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ ﴾ في كسب ماله ، ﴿ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾ في اختيار زوجته ، يمكن أن تكتب حول هذه الآية مجلدات . نُزعت هذه الآية من سياقها فإذا هي قانون عام . والآية هذه أتت في موضوع المواريث ، انزعها من سياقها : ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ﴾ ، خالق السماوات والأرض ، يوصينا بأولادنا . شقاء الأب و الأم بشقاء أولادهما : والله أيها الأخوة ، كلمة لعلها مؤلمة لكن الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ، لم يبقَ في أيدي المسلمين من ورقة رابحة إلا أولادهم ، ومهما جمعت من أموال ومهما ارتقيت إلى مناصب ، ومهما ارتقيت إلى مدارج الرقي ، إن لم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس . لذلك الآية الكريمة في قوله تعالى : ( سورة طه الآية : 117 ) . آدم وحواء ، ﴿ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ﴾ . ( سورة طه ) . بحسب قواعد اللغة : فتشقيا ، ﴿ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ ﴾ ، الآية ﴿ فَتَشْقَى ﴾ أما السياق فتشقيا ، ماذا قال علماء التفسير ؟ قال : هذا إيجاز بليغ ، لأن شقاء الرجل شقاء حكمي لزوجته ، ﴿ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ﴾ . يقاس على ذلك الأب والأم يشقيان بشقاء أولادهما ، والله الذي لا إله إلا هو أحياناً يأتيني اتصال هاتفي الأم أو الأب يكادان يموتان من الألم لانحراف ولدهما . أعظم كسب الرجل تربية أولاده تربية صالحة : أيها الأب : أيها أيتها الأم : إن رأيتِ ، أو إن أردت حالة نفسية لا توصف من شدة ما فيها من سعادة هي قرة العين ، الآية الكريمة : ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ﴾ ، هذا العمل العظيم تربية الأولاد جزاؤه في الدنيا قبل الآخرة ، في الآخرة جزاء عظيم ما جزاؤه ؟ ( سورة الطور الآية : 21 ) . يعني أعمال ذريتهم ألحقناها بهم ، إن ربيت ولداً صالحاً كل أعماله الصالحة في صحيفتك ، الآن كل أعمال أولاده في صحيفتك ، كل أعمال أولاد أولاده في صحيفتك ، كل أعمال ذريته إلى يوم القيامة في صحيفتك ، لذلك : (( أفضل كسب الرجل ولده )) . [أخرجه الطبراني عن أبو بردة بن نيار ] . أعظم أنواع الكسب أن تعتني بابنٍ يكون صالحاً من بعدك . الإنسان بالاستقامة يسلم وبالعمل الصالح يسعد وبتربية أولاده يستمر وجوده : ذكرت لكم من قبل أن الإنسان مفطور على حبّ وجوده ، وعلى حبّ سلامة وجوده ، وعلى حبّ كمال وجوده ، وعلى حبّ استمرار وجوده ، سلامة وجودك بطاعة الله والطاعة دائماً في الأعم الأغلب سلبية ، أنا ما كذبت ، ما ، أنا ما اغتبت ، أنا ما قصرت الاستقامة طابعها سلبي ، تحقق السلامة ، ولكن العمل الصالح طابعه إيجابي ، يحقق السعادة الاستقامة تبدأ بما ، أما العمل الصالح يبدأ ، ببذلت ، أعطيت ، ضحيت ، خدمت ، أنفقت دللت ، أنت بالاستقامة تسلم ، وبالعمل الصالح تسعد ، وبتربية الأولاد يستمر وجودك . والله مرة توفي عالم جليل ، وفي آخر أيام التعزية وقف ابنه وخطب خطبة رائعة فتأثرت تأثراً بالغاً وقلت : إذاً لم يمت ! ما دام ربى ابنه ليكون على شاكلته ، يكون داعية إلى الله إذاً لم يمت !. أنت بالاستقامة تسلم ، وبالعمل الصالح تسعد ، وبتربية أولادك يستمر وجودك لذلك في الحديث الشريف : (( إن أولادَكُم مِنْ أطْيَبِ كَسْبِكُم )) . [ أخرجه أبو داود.عن عبد الله بن عمرو بن العاص ] . لكن يحتاج إلى وقت ، يحتاج أن يكون ابنك معك ، أن تلزم ولدك ، أن توجهه ، العمل الذي يمتص كل وقتك هو خسارة ، ألغى أبوتك ، ألغى تربيتك لأولادك ، ألغى توجيهك لهم . أعظم عمل تقوم به أن تربي ابنك تربية إيمانية أخلاقية : أكدت لكم كثيراً أن النجاح في الحياة لا يمكن أن يكون جزيئاً ، لا تعدّ ناجحاً في الحياة إذا حصّلت دخلاً كبيراً ، وأهملت أولادك ، لا تعدّ ناجحاً في الحياة إذا حصلت دخلاً كبيراً وأهملت عملك ، لا تعدّ ناجحاً إذا اعتنيت بأولادك وقصرت مع ربك ، النجاح في الحياة لابد من أن يكون شمولياً ، أن تنجح في علاقتك مع الله ، وعلاقتك مع زوجتك وأولادك ، وعلاقتك مع عملك ، وعلاقتك مع صحتك . (( إن أولادَكُم مِنْ أطْيَبِ كَسْبِكُم )) . [ أخرجه أبو داود.عن عبد الله بن عمرو بن العاص ] . والله لا أبالغ ، أعظم عمل تقوم به أن تربي ابنك تربية إيمانية أخلاقية ، علمية نفسية ، اجتماعية ، جسمية ، أن تربي ابنك هذه التربية إذاً هو قرة عينك . والله مرة قلت لأب ابنه عندنا في المسجد لكن صالح جداً ، متفوق في دراسته ، أخلاقه عالية ، ويتابع القرآن الكريم وطلب العلم ، قلت له : والله هذا الابن بالمقياس المادي يسوى مئة مليار دولار ، لو معك مئة مليار هذا الابن أغنى من هذا المبلغ ، ولو كنت في الكفاف ، وعندك هذا الابن ما خسرت شيئاً . تربية أولادنا فرض عين علينا : إذاً ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ﴾ ، إله عظيم يقول : ( سورة التحريم الآية : 6 ) . تربية الأولاد بحسب هذه الآية فرض عين ، ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ ، ورد في بعض الآثار : أن البنت التي لا يربيها أبوها ، قد تتفلت ، وقد تستحق النار يوم القيامة ، تقف هذه البنت أمام رب العزة ، تقول له : يا رب لا أدخل النار حتى أدخل أبي قبلي ، لأنه كان سبب شقائي . فبين أن ترقى إلى أعلى عليين ، وبين أن يسقط الإنسان في أسفل سافلين بتربية أولاده . ينبغي على كل إنسان أن يعتني بتربية أولاده بشرط ألا ينسى استقامته و إيمانه : أيها الأخوة ، ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ﴾ ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ ، وبالمقابل : ( سورة المنافقون الآية : 9 ) . هذه الآية تؤكد المعنى الشمولي ، ﴿ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ ، ينبغي أن تربي أولادك ، الله عز وجل يوصيك بهم ، وينبغي أن تعتني بإيمانك واستقامتك وعملك الصالح . من أهمل دين ابنه و عقيدته كأنه قتله : نحن إذا ذكرنا كلمة قتل يقفز إلى أذهاننا هو الذبح ، لا ، قال تعالى : ( سورة البقرة الآية : 191 ) . هذه البنت البريئة التي وئدت في الجاهلية ، ما مصيرها ؟ إلى الجنة ، مع أنها وئدت ، والله عز وجل يقول : ( سورة التكوير ) . واستناداً إلى قوله تعالى : ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ معنى ذلك إن لم تربِ ابنتك ، وتفلتت ، وعرضت مفاتنها ، ولم تكن منضبطة بمنهج الله ، أنت بهذا قتلتها والدليل : ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ ، لذلك الآية الكريمة : ( سورة الأنعام الآية : 151 ) . الإملاق هو الفقر ، قد نفهم هذه الآية بالمعنى الواسع ، يعني من أجل تأمين دخل كبير لا تهتم بدينه ، لا تهتم بعقيدته ، قد ترسله إلى بلد يعود كافراً بدينه و بأمته ، من أجل أن يحصّل دخلاً كبيراً ، وهذا مزلق خطير يقع به الآباء من أجل دنيا أبنائهم ، قد يكون محل فيه فتنة ، فيه فساد ، فيه اختلاط ، فيه انحراف ، في بلد بعيد ، قد يأتي وقد ارتكب الفواحش ترى الأب لا يهتم بدين ابنه ، كما يهتم بدخله وعمله ، هذا مزلق خطير في حياة المسلمين ، قد يفهم هذا المعنى من قوله تعالى : ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ ﴾ ، لأن : ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ ، فأنت حينما تهمل دينه ، وعقيدته ، وتهمل استقامته ، ولا يعنيك طهارته ، أو انحرافه كأنك قتلته ، ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ . الابن هدية من الله فينبغي أن نعتني بها : أيها الأخوة ، شيء آخر : (( إن أولادكم هبة الله لكم )) . [أخرجه الحاكم عن عائشة رضي الله تعالى عنها ] . هبة الله ثمينة جداً ، أنا والله في الثلاثين عام الماضية ، ما أفتيت بإسقاط ، ولو كان ضمن الأربعين يوماً ، أقول هذا هدية من الله ، قد يكون هذا الابن مصلحاً كبيراً ، أو داعية كبيراً ، أو عالماً جليلاً ، الابن هدية من الله ، والهدية ينبغي أن يُعتنى بها . (( إن أولادكم هبة الله لكم )) . الدليل : ( سورة الأنعام الآية : 84 ) . ( سورة الأنبياء الآية : 90 ) . ( سورة ص الآية : 30 ) . الهبة فضل من الله عز وجل ، إذا أب عنده ابن صالح ، يقول لك : والله ما اعتنيت به كثيراً ، لكن هو صالح ، هو صاحب دين ، اسجد لله ، واشكر الله عز وجل أن وهب لك ولداً صالحاً ، فكم من إنسان منضبط ، وعالم ، وعامل ، ومتفوق ، له ابن ليس كما يريد ، ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ ﴾ هذا معنى آخر ، أي إذا ابنك صالح جداً لا تنسب صلاحه إليك انسب صلاحه إلى أن الله عز وجل تفضل عليك ، بهذا الابن الصالح . الابن الصالح يغمر قلب والديه بسعادة لا توصف : والله أيها الأخوة ، لا أبالغ ما من شعور يغمر قلب الأب والأم لدرجة أنهما يسعدان بهذا الشعور كأن يرى الأب أو الأم ابنهما صالحاً . والله امرأة في لوس أنجلوس كان في مؤتمر إسلامي كبير ألقيت كلمة ، ولما انتهت كلمتي اقتربت مني امرأة محجبة ، قالت لي : أنا أخت فلان ، فلان صديقي في الشام قلت : أهلاً وسهلاً ، فإذا هي تنفجر بالبكاء ، قلت : خير إن شاء الله ؟! قالت : ابنتي راقصة و ابني ملحد . لذلك قد تجد في بلاد الغرب رخاء ، ودخلاً فلكياً ، وبلاداً جميلة ، لكن تخسر شيئاً واحداً ، تخسر أولادك . أيها الأخوة ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول : (( أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ )) . [ أخرجه ابن ماجه عن أنس بن مالك ] . أيعقل أن ينزل النبي من على المنبر وهو يخطب ليحمل الحسن والحسين ، ويتابع الخطبة ؟ أيعقل أن النبي في أثناء السجود يرتحل الحسن ظهر النبي ، فيطيل السجود إكراماً له ؟ كان إذا دخل بيته بساماً ضحاكاً ، كان يقول : (( أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ )) . [ أخرجه ابن ماجه عن أنس بن مالك ] . (( من كان له صبي فليتصابَ له )) . [ من الجامع الصغير : عن " أبي معاوية " ] سيد العالمين ، سيد المرسلين ، في البيت يلاعب أحفاده ، يمتطون ظهره ، هل رأيت أباً كهذا الأب ؟ . على كل إنسان أن يعدل بين أولاده في كل شيء : من توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام : (( اتقوا الله ، واعْدِلُوا في أولادكم )) . [أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عنى النعمان بن البشير ] . والله أيها الأخوة ، ينبغي أن تعدل بين أولادك حتى في القبل ، حتى في الابتسامة أحياناً الأب دون أن يشعر يعتني بأحد أولاده ، يكون على ذكاء لا بأس به ، أو على وجه نير وقد يتجهم بولد آخر ، هل تدري أيها الأب أنك حطمت الثاني ، وأنك عقدته ، وأنك أصبته بأمراض ، وأنه يموت ولا ينسى هذا الموقف ؟ أنا أتمنى على الأب المؤمن أن يعدل بين أولاده حتى في القبل ، حتى في الابتسامة ، طبعاً باللبس ، والطعام ، والشراب ، والمال شيء بديهي وقطعي ، أما بالأشياء التي تظنها لا شيء ، في القبلة ، ابن حملته ، الثاني ما حملته ، ابن ضممته ، الثاني ما ضممته ، ابن ابتسمت له ، والثاني ما ابتسمت له ، لمَ هذه التفرقة ؟ . (( واعْدِلُوا في أولادكم )) . [متفق عليه عن النعمان بن بشير] ولو في القبل . يا رسول الله ! اشهد أني نحلت ابني هذا شيئاً (حديقة) قال : ألك ولد آخر ؟ قال : نعم ، قال : هل نحلته مثل ما نحلت هذا ؟ قال : لا ، قال : أشهد غيري فإني لا أشهد على جور ، والله رُفعت إليّ مشكلة ، أن أباً توفاه الله عز وجل ، ترك ألف مليون ، أحد أولاده يعمل على شاحنة ، والثاني 80 محضر باسمه ، والله ! لكن الثاني صالح ، فأعطى أخاه حقه بالتمام والكمال . (( إن الرجل ليعبد الله ستين عاماً ثم يضر في الوصية فتجب له النار )) . [ورد في الأثر] (( اتقوا الله ، واعْدِلُوا في أولادكم )) . وفي حديث آخر : (( سووا بين أولادكم في العطية )) . [ أخرجه الحارث عن عبد الله بن عباس ] . بطولة الإنسان لا أن ينتزع احترامه من أولاده بل أن يحبه أولاده : لكن في حديث آخر ، يقول عليه الصلاة والسلام : (( أعينوا أولادكم على البر )) . [ أخرجه الطبراني عن أبي هريرة ] . رحم الله والداً أعان ولده على بره ، يجعله يعمل معه في المحل التجاري ، ما في مانع ، بمصروفه ، يريد الزواج بحاجة إلى بيت ، إلى زواج ، بمصروفه ، أعطه أجر المثل ، ولو أنه ابنك ، في كلمة أقولها : في ثقافة المسلمين الأب محترم قطعاً ، في ثقافة المسلمين الأب محترم ، ولكن ما كل أب يحب ، بطولتك لا أن تنتزع احترامك من أولادك ، بطولتك أن يحبك أولادك ، مقياس المحبة ، كل أب محترم في ثقافة المسلمين ، لكن ما كل أب يحب . (( أعينوا أولادكم على البر )) ، (( رحم الله والداً أعان ولده على بره )) . في حديث آخر ، يقول عليه الصلاة والسلام : (( أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ )) . ولسيدنا علي قول يقترب من هذا القول : أكرموا أولادكم ، وأحسنوا تربيتهم فإنهم خلقوا لزمن غير زمنكم . في مشكلة ، الأب عاش بالخمسينات ، عاش على نمط معين ، الآن الابن بحاجة إلى كومبيوتر ، بحاجة إلى شيء مشروع ، غير محرم ، الأب لم يقنع به ، يجب أن تساير ما هو مستجد في حياة ابنك ، إنما هو وفق الشرع ، ما كل شيء أنت قانع فيه ، أو مالك قانع فيه يصلح لابنك ، لذلك فإنهم خلقوا لزمن غير زمنكم ، الأب الواعي يتماشى مع ابنه وفق الضوابط الشرعية طبعاً . الله عز وجل أودع في قلوب الآباء محبة الأولاد : يوجد توجيه آخر : يقول عليه الصلاة والسلام : (( كفى بالمرء إِثما أن يُضَيِّع مَن يقوتُ )) . [أخرجه مسلم وأبو داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص ] . هو يطعمه ، ويسقيه ، ويكسوه ، ويعتني بصحته ، لكنه ضيّع له إيمانه ، ضيّع له استقامته ، لم يعبأ بترك صلاته ، ترك الصلاة ، يهمه تحصيله الدراسي فقط ، تهمه صحته فقط ، أكاد أقول وأرجو أن أكون على صواب : محبة الأبناء طبع ، وبر الأبناء بآبائهم تكليف ، الفرق كبير جداً . تتصور يصدر قرار من رئاسة الوزراء بإلزام المواطنين بتناول طعام الفطور ؟ شيء مضحك ، مستحيل ، لأن الحاجة إلى الطعام طبع ، لا تحتاج إلى أمر أبداً . والله عز وجل من أجل أن يربى الأولاد أودع في قلوب آبائهم المحبة ، فالأب المؤمن ، الغير المؤمن ، والمستقيم ، والغير المستقيم ، والمثقف ، والغير المثقف ، أكبر دليل اذهب إلى مستشفى الأطفال ، الأم المحجبة تبكي ، والسافرة تبكي ، والجاهلة تبكي والمتعلمة تبكي ، والبدوية تبكي ، الله عز وجل أودع في قلوب الآباء محبة الأولاد . محبة الآباء لأولادهم طبع فيهم ، بينما برّ الأبناء لآبائهم تكليف : الآن كلام دقيق قليلاً : يمكن ما في أجر على محبتك لأولادك ، إذا شخص تناول طعام الإفطار يعمل عملاً عظيماً ؟ تقرب إلى الله ؟ يبكي بالصلاة بعد الأكل ؟ لا ، أكل بحاجة إلى أن يأكل ، يعني إذا شيء ضمن الطبع أكاد أقول ما في أجر ، لكن متى يؤجر الأب على تربية ابنه ؟ إذا اهتم بدينه ، اهتم بصلاته ، اهتم بعقيدته ، اهتم بأخلاقه ، اهتم بمستقبله الأخروي ، أما تهتم فقط بصحته ؟ تحصيله ؟ الناس جميعاً هكذا ، في الشرق والغرب ، لأن العناية بالأبناء طبع . لذلك لا يوجد إلا آية واحدة يتيمة متعلقة بالمواريث : ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ﴾ . ( سورة النساء الآية : 11 ) . أما بر الأبناء لآبائهم تكليف : ( سورة الإسراء الآية : 33 ) . بر الأبناء للآباء تكليف ، فالابن إذا برّ أباه له أجر عظيم ، لأنه من الممكن أن يهمل أباه ، ما في عنده حاجة فطرية إلى برّ أبيه ، ولا سيما في آخر الزمان ، ينسى أمه يقول لها : كل البلاء منك ، إذا اختلفت مع زوجته ، وببيت واحد ، هو شهوته مع زوجته ، مصلحته مع زوجته ، أمه عبء أصبحت عليه ، يتأفف منها أحياناً ، لذلك محبة الآباء لأولادهم طبع فيهم ، بينما بر الأبناء لآبائهم تكليف . لا يرقى الإنسان عند الله إلا إذا اعتنى بدين أبنائه : الابن البار له عند الله أجر كبير ، لكن إذا اعتنى بصحة ابنه فقط ، وبتحصيله فقط ، من دون ما يهتم بعقيدته ، باستقامته ، بإيمانه ، بصلاته ، جاء الأب مساءً الأولاد أكلوا ؟ قالت له : أكلوا ، كتبوا وظائفهم ؟ كتبوا ، انتهى ، وصلاتهم ؟ لذلك : ( سورة طه الآية : 132 ) . لا ترقى عند الله إلا إذا اعتنيت بدين أبنائك . تربية الأولاد أعظم عمل على الإطلاق : أخوانا الكرام : (( لأنْ يُؤَدِّبَ الرجلُ وَلَدَه ، خيرٌ من أن يتصدق بصاع )) . [أخرجه الترمذي عن جابر بن سمرة ] . التربية عمل عظيم . (( ما نَحَلَ وَالِدٌ وَلَداً من نَحْلٍ أفضل من أدبٍ حَسَنٍ )) . [ أخرجه الترمذي عن مرسل سعيد بن العاص ] . يقول لك : مؤدب ، ضابط لسانه ، الأب وراءه ، لذلك التي اشتكت إلى الله من فوق سبع سماوات ، وقد قال الله عز وجل : ( سورة المجادلة الآية : 1 ) . قالت : يا رسول الله ! إن زوجي تزوجني وأنا شابة ، ذات أهل ، ومال ، وجمال فلما كبرت سني ، ونثر بطني ، وتفرق أهلي ، وذهب مالي ، قال : أنتِ عليّ كظهر أمي ولي منه أولاد ، الآن دققوا : إن تركتهم إليه ضاعوا ، أنا أربيهم ، وإن ضممتهم إلي جاعوا ، هو يعمل ويكسب رزقاً ليطعمهم ، وأنا أربيهم . فلذلك : (( ما نَحَلَ وَالِدٌ وَلَداً من نَحْلٍ أفضل من أدبٍ حَسَنٍ )) . [ أخرجه الترمذي عن سعيد بن العاص] احترام شخصية الطفل و معاملته كالكبار : ثم يقول عليه الصلاة والسلام : (( أدبوا أولادكم على ثلاث خصال )) . [رواه الطبراني عن علي] على حب نبيكم ، أنت تصدق أنه الحديث معناه أنه يا بني حب رسول الله ؟ كلام مضحك هذا ، اجلس معه ، من حين لآخر ، حدثه عن رسول الله ، عن محبته ، عن تواضعه عن رحمته ، عن محبته للصغار ، ذكره بمواقف النبي من الصغار . إلى جانبه غلام ، جاءت الضيافة ، هو على يمين النبي ، قال له : أتأذن لي يا غلام أن أقدم هذا الشراب لأبي بكر ؟ قال له : لا والله لا آذن لك ، يحترم شخصيته النبي الكريم ، يعامل الصغير كالكبير . أحياناً الأب يستشير ابنه الصغير ، يشعر الصغير بمكانة كبيرة ، ما قولك يا ولدي في هذا العمل ؟ أحياناً المشورة تعمل مودى بالغ جداً ، لو أن الأب استشار أولاده ، لو أنه شاركهم في صنع القرار ، أوامر ، أوامر ، أوامر ، وتعنيف ، اسأله ما رأيك يا بني ؟ . أنا حدثني أب ، قال لي : أنا أضع في مكان مبلغاً من المال مفتوح ، وفي دفتر علّم أولاده ، خذ ما تشاء لكن سجل ، أعطاه مسؤولية ، المال موجود ، مبلغ معقول ، خذ حاجتك وسجل ، أنا أخذت مئة ليرة ، أخذت خمسين ، فصار الابن يشعر أن هذا المبلغ طوال الشهر ، هذا للشهر بأكمله ، في معي ثلاث أخوات ، فبدأ يأخذ باعتدال ، والأشياء الضرورية . مرة حدثني أخ ، قال لي ، عنده ابن متفوق جداً ، قال له : يا بني في خطاط كبير هو على وشك الموت (أي تقدم به السن) وأنت بالنهاية طبيب ، فاعمل لوحة عند هذا الخطاط لوحة نحاسية كبيرة الدكتور ، هو كان بالصف الثامن ، وضع هذه اللوحة في غرفته هذا الصغير يستيقظ صباحاً الدكتور ، ينام الدكتور ، والآن دكتور من كبار الأطباء ، بهذه اللوحة . التقيت بالحج برجل من كبار العلماء ، قال لي : أنا من قرية من قرى حمص له قريب أمي ، قال له : أنت بالتعبير الدارج حرام تكون أقل من دكتور ، قريب أمي بقرية من قرى حمص ، قال له : حرام تكون أقل من دكتور ، قال لي : والله هذه الكلمة بقيت أسعى من أجل تحقيقها طوال عمري . من كان له ابن صالح فكل أعمال هذا الابن في صحيفة الأب يوم القيامة : عليك أن تهتم بابنك ، تهتم بدراسته ، تهتم بأخلاقه ، تعرف من أصدقاؤه ؟ تعرف ماذا يشكو ؟ تتلطف معه ، يفصح لك عن سره ، اجعل ابنك صديقاً لك ، لا تجعل حاجزاً بينك وبين ابنك ، اجعله يبوح لك بكل شيء ، اجعله صديقاً لك . لاعب ولدك سبعاً ، من واحد لسبعة ملاعبة ، ضرب لا يوجد ، وأدبه سبعاً ، معه حاجة ليست له ، نبهه ، إذا عادها مرة ثانية مرة ثالثة أدبه ، ترك الصلاة أدبه ، وراقبه سبعاً ثم اترك حبله على الغارم ، من واحد لسبعة ملاعبة ، من سبعة لـ14 تأديباً . مرة كنا بمؤتمر ، دخلنا إلى غرفة أحد أعضاء المؤتمر ، عجيب ! مرتبة ترتيباً غير معقول و هو بالفندق ، إذا شخص بالفندق لا يهتم ، لأنه لا يوجد ضيوف ، قال لي : أنا أهلي من سن مبكر جداً علموني على طي ثيابي ، على تهيئة حاجاتي ، وعلى تنظيم غرفتي في عادات . والله مرة التقيت مع شخص ، قلت له : متى أراك غداً ؟ قال : الساعة السادسة الفجر ، قلت له : أين ؟ قال : بالمكتب ، قلت السادسة ؟! قال : السادسة ، ما السبب ؟ قال لي : أنا لي أب كان يأخذني معه إلى صلاة الفجر كل يوم ، فهذه العادة ترسخت فيّ ، أنا قبل الفجر أستيقظ كل يوم ، أصلي وآتي إلى مكتبي . أب صلى الفجر مع ابنه حاضراً ، نشأ ابنه على صلاة الفجر ، لا تستهين ، يمكن يأتيك ولد ينفع الناس من بعدك ، بسبب توجيهك . كنت مرة بازرع بالجامع ، أمامي طلاب مدرسة ، إنسان همس بأذني قال لي : هذه ازرع بلد ابن قيم الجوزية ، قلت له : ما شاء الله ! أنا دُهشت ، ابن القيم كان طفلاً صغيراً ، من يخطر في باله أن هذا الطفل الصغير سيكون ابن القيم ؟ . هناك الداراني بداريا ، النووي بنوى ، في علماء كبار من قرى ، رفعوا شأن الإسلام عالياً ، أنت توقع أن يكون ابنك إنسان عظيم ، توقع ابنك يكون مصلحاً كبيراً ، عالماً جليلاً ، داعية خطيراً ، متفوقاً ، طبيباً جراحاً ، مهندساً كبيراً ، هيئ نفسك ، كل أعماله في صحيفتك . هذه الموضوعات التي ربما كانت محاور للدروس القادمة . والحمد لله رب العالمين | |
|
أعلانات نصية | |
أعلانات المنتدى | |
مركز رفع الصور لمنتديات مسرووور | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |